طبيب أرياف > مراجعات رواية طبيب أرياف > مراجعة Mohammed Makram

طبيب أرياف - محمد المنسي قنديل
تحميل الكتاب

طبيب أرياف

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

لست طبيبا و لم أحلم بذلك يوما من الأيام. و لكني قضيت ستة أشهر كاملة في وحدة صحية ريفية بعد أن قضيت شهرا أخر متنقلا مع أختى بين عدة وحدات أخرى إلى أن استقر بنا المطاف في تلك الوحدة التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية. رأيت الفقر و الجوع و الإهمال الطبي و الاستسلام لكل أنواع القهر و المرض حيث وجه بحري المرفه بالمقارنة بقرى الصعيد و حيث القاهرة على بعد ساعة بالسيارة و حيث تقبع مدينة العاشر من رمضان على بعد نحو ساعة أيضا و تتركز فيها ربع ثروة مصر على الأقل.

تخيلت المنسي قنديل سيسوق لنا تجربته كطبيب أرياف كما فعلت السعداوي من قبل و لكنه فاجئني كعادته برواية من العيار الثقيل. حيث الجانب الاجتماعي و البعد النفسي و السياسي و الشخصيات الحية المرسومة بعناية.

هكذا المرأة. عندما تريد شيئا تبتدع الطرق للحصول عليه. لا أحد يعرف الوسائل التي ستلجأ إليها. المرأة هي أذكى المخلوقات عندما تكون راغبة.

بين الحب الأول الذي هو حب الوطن. و هو الحب الذي انزوى في ركن قصي بعد لفظ الوطن له. و حبه الأول الذي انهار أيضا كنتيجة لانهيار حياته بعد اعتقاله. يأتي حب آخر من النظرة الأولى. حب ملتبس معقد و محرم دينيا و اجتماعيا. في مجتمع لا يرحم

في هذه القرية. لا أحد ينسى. لا أحد يغفر

يتعلق الطبيب بممرضته المتزوجة دون أن يدري أنها متزوجة ثم يزداد تعلقه به بعد علمه بذلك

فيم أخطأت؟ هل لأنني أحاول سرقة زوجة رجل آخر؟ هل سرقتها فعلا. أم أنها سعت إليّ. قدمت لي جسدها على هذا الفراش؟ كيف تحول ذلك الجوع الذي كان بداخلي إلى حالة من العشق؟ كان يجب أن أقمع نفسي و روحي من التعلق بحبال العواطف المهترئة. أحرر جسدي من رغبتي فيها حتى تتحرر روحي.

ما بين حكايات الرغبة و حواديت الهرب و الثأر. ما بين حرية الغجر و مذلتهم. ما بين المحبوسين في الوطن و الهاربين منه. ما بين البطش و الجبروت و الذلة و الخنوع. ما بين المودة بين المسلمين و الأقباط و التوترات بينهما. يأرجحنا صاحب القنديل فينيره لنا تارة حتى نرى في الظلمة الحالكة و يطفأه لنا تارة أخرى فيحيل لنا النهار ليلا داكنا.

هل كان الحب المحرم بين جليلة و أبانوب و ما سببه لهما هو ثمرة عملهما و ما جنت أيديهم و ما بين أرجلهم. أم كان قدرا لا فكاك منه. و هل الحب بين الطبيب و الممرضة هو مجرد رغبة تأججت في كل منهما لغرض ما ثم خبت بعد ذلك أم هي الشرارة التي تندلع دونما إرادة منا و لا تحكم؟ هل نستطيع أن نقمع أنفسنا أصلا تجاه الحب؟ و ما الثمن؟ و هل ينبغي علينا ذلك؟

يتركنا المنسي للتذكر و العبرة و نترك نحن أنفسنا للنسيان و الذكرى.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق