دع انجيلك جانبا و من باب أولى أيضا لا علاقة لهذا الكتاب بما ورد عن المسيح في القرآن.
إن كنت قد قررت الدخول و خوض التجربة فاعلم ان هذه رواية و ليست انجيلا جديدا و لا كتابا في اللاهوت. رواية بها كل اضطررابات الكاتب و تناقضاته و نفسه القلقة و روحه الطامحة للحرية.
ماذا أراد ساراماجو أن يقول في هذا الكتاب الذي يلمح إلى أنه انجيل جديد يرويه المسيح نفسه لا أحد تلاميذه؟
هو كالممثل على خشبة المسرح الذي يلبس تاج الملك ليوجه رسالة ما إلى الجماهير دون أن يجعل ذلك منه ملكا و دون أن يدّعي بعد انتهاء دوره انه صاحب الصولجان.
لقد ألبس روايته ثوب الإنجيل و ألبس شخصياته رداء الله و المسيح و الشيطان و مريم و الحواريين ليخلق حالة من الجدل الفلسفي في قالب روائي عن الخير و الشر و الدم و العنف و صراع ابن الله و ابن الإنسان داخل كل منا.
هي إذن رواية تبحر بك بعيدا إلى أبعد مكان في هذا العالم لتجد نفسك في النهاية داخل ذاتك مواجها نفسك و ممسكا بالحقيقة من تلابيبها منكرا كل حرف مما فهمته عائدا أدراجك بملء إرادتك لعالم يتنفس زيفا و خطيئة.