عم نجيب الفطاطرى الفنان

يتلاعب نجيب بنا من البداية حتى النهاية

منذ أن يتناول العجينة التى اختمرت على مر الزمان حيث تم تجهيزها منذ ألف سنة أو يزيد

صفحات جديدة و ليالى جديدة حيث تحكى شهر زاد لتنجو من السياف و ننج أيضا من ملل الحياه

على طاولة الحكمة يفررد العم نجيب عجينته بعد أن يضع نكهات الحكاية و كلما زاد فى فرد العجينه تبين لنا وجه شهرزاد الواثق الذى يخفى تحته قلق الليالى باعثا حكمة السنين فى حكايات تنطوى كل منها على الأخرى

هنا صوت الحكاية لنجيب الذى يعطى فرصة لشهرزاد أن ترتاح قليلا من الحكى و السرد و يتخذ من مملكة شهريار ساحة حكاياته و لياليه الجديدة

كلما رفع نجيب عجينته المفروده فى الهواء كلما زادت حجما و أصبحت أكثر رقة و ارتفت معها أنفاسنا فى فضاء الحكاية و لكننا لا نلبث أن نرنو بأنظارنا للأسفل حيث يهبط بها الى الرخامة فى غير عنف ليضع المزيد من الزبد على هيئة شخصيات ألف ليلة كالشيخ البلخى و فاضل صنعان و نور الدين و حسن العطار و المعلم سحلول و جمصه

يطوى العجينة فى كل مرة قبل أن يعيد فردها و رفعها و ترقيقها بالأحداث المتوالية الشيقة و لا ينسى طبعا أن يضع القشدة على أحسن الصور فى شخصيات شهرزاد و دنيا زاد و رسمية و حسنية

لم تخل الفطيرة من الملح أيضا فهو لازم للحبكة الدرامية و الطعم المتميز فجعل فيها عالم من لجن و العفاريت يتلاعبون بالبشر و يحركون خيوط الشر و الخير فكان قمقام و سنجام عفاريت الخير و زرمباحة و سخربوط رموز الشر

لم تكن حكايات عبثية و لم تكن النهاية الا بمذاق الفطير بالعسل و الجبنة القديمة

و بالهنا و الشفا جميعا

اقتباسات

1- الوجود اغمض ما فى الوجود

2- من العقل أن نعرف حدود العقل

3- المعجزة لا تقع عبثا و لكن الرعد اقوى من هديل الحمام

4-جرت المقادير بأن يوجد عاقل واحد فى كل مدينة مجنونة