رواية قواعد العشق الأربعون
تأليف: أليف شافاك
مراجعة: معاذ عيسى العصفور
تقييمي: ٦/١٠
تاريخ: ١٧/٨/٢٠٢٣
تنصح بقراءته: بالتأكيد لا
——————-
.
قبل البدأ..
.
أجد نفسي أحياناً أخالف بعض الشروط والقوانين التي أضعها لنفسي في اختيار الكتب التي أقرؤها أو أطلع عليها، فأنا لا أميل لقراءة الكتب المشهورة عالمياً والتي أطلع عليها الصغير قبل الكبير، فالمتعة واللذة تكون بالاختلاف وبقراءة ما هو جديد، ولكن أحياناً يُطلب منك قراءة رواية أو كتاب لمعرفة رأيك به، أو لعمل مراجعة له، فترضخ وتُذعن وتخالف ما ألزمت نفسك به، ليس كرهاً .. ولكن حباً في ..!!
.
الأحكام المسبقة قد تكون صحيحة، فما تسمعه من ذوي المعرفة وأهل العلم عن شخصية مشهورة أو كتاب معين، قد يكون فيه الكثير من الصحة والصواب، وإذا أردت التثبت والتأكد فهذا من حقك، ولكن عليك أن تكون مسلحاً بالعلم والايمان حتى لا تخترق وترجع خائباً.
.
مدار الدين حول العقيدة الصحيحة والسليمة فإن فسدت فسد كل مايأتي بعدها من خير وإن صلحت العقيدة فالشر والاثم إن وقع سيغفر، يقول تعالى:(ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
.
الاعجاب ببعض الكلمات والجمل لبعض الأشخاص والرموز لا يعني أنك معجب بكل ما يطرحونه من آراء وأفكار.
.
.
نبذة عن الكتاب..
.
رواية تمزج وتجمع بين الحاضر والماضي، فالكاتبة استطاعت بحرفية لا متناهية أن تجمع بين أسرة ديفيد وايلا وبين مولانا جلال الدين الرومي وشمس التبريزي، وخلقت بينهم امتزاج وتناغم جميل. مع الفارق الزمني الكبير بينهم.
.
فكرة الكتاب تتمحور وتدور على أن ليس هناك شرٌ أو خيرٌ محض، فالعاهرة والسكران والشحاذ لديهم أسبابهم التي دفعتهم لهذا الطريق ومن ينصحهم ويوجههم ليس بالضرورة أن يكون أفضل منهم.
.
من نقاط القوة والجمالية بالرواية أن الكاتبة بفصول الكتاب تتحدث بلسان الشخصيات فأحياناً تجدها تتحدث بلسان شمس التبريزي وأحياناً بلسان الشحاذ والعاهرة والسكير وأحياناً بلسان الرومي، فتجعل منك كقارئ للرواية تعرف وجهة نظر وشعور كل شخصية بالرواية.
.
الكتاب مليئ بالخرافات والخزعبلات والزندقة الصوفية والتي بلا شك هي بريد الكفر والضلال، وهي كثيرة جداً فعقيدة الحلول والاتحاد، وأن الله عز وجل بكل مكان، وغيرها من المعتقدات الفاسدة تحتج لشخص لديه عقيدة قوية وايمان راسخ كي لا تأثر فيه هذه الأفكار المسخة والمهترئة.
.
(٢)
.
يقول شمس التبريزي وهو يخاطب بغي "عاهرة": ❞ احتفظي به أي المنديل. لقد أعطاني إيّاه رجل طيّب في بغداد، ولكنّك في حاجة إليه أكثر منّي، وسوف يذكّرك بأنّ قلبك نقيّ وصافٍ، وأنّك تحملين الله بين جوانحك. ❝ الحلول والاتحاد وأن الله موجود في جميع مخلوقاته عقيدة كفرية ليس هنا المجال للاسترسال فيها.
.
ويقول في موضع اخر نفس الكلام للسكير سليمان بأن الله موجود في داخله.
.
يقول الاديب ابن عربي مندهشًا عندما رأى جلال الدين الروميَّ الشابّ يسير وراء أبيه يومًا ما: «العزّة لله! محيط يسير خلف بحيرة!».
.
في خطبة الرومي يقول بما نصه :(أن الله ليس متربعاً على عرش بعيد في السماء، بل هو قريب من كلّ واحد منا). وهذا مخالف للأدلة الصريحة والقطعية من الكتاب والسنة والاجماع وليس هنا المكان المناسب لسرد الأدلة.
.
❞ كنت أنا "شمس التبريزي" والروميّ، في ذلك اليوم، نناقش هذه القضايا "يقصد قضايا حب الله بتجرد" ونتأمّل فيها، وأغمض عينيه على حين غرّة ونطق بالعبارة الآتية:
«لا أنا بالمسيحيّ ولا باليهوديّ ولا بالمسلم، لا بالهندوسيّ أو البوذيّ أو الصوفيّ أو الصينيّ، ولا من أيّ دين أو نظام ثقافيّ. ❝
# وهذه مصيبة وطامة، فالله عز وجل ذكر بالقران الكريم آية واضحة صريحة (إن الدين عند الله الاسلام) وقال أيضاً (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ).
.
وفي موضع آخر يطلب شمس التبريزي من الرومي أن يدخل حانة ويأتي إليه بالخمر، فوافق الرومي وقال إن كان هذا الشيء من تشويه صورتي وتدمير كل الأواصر والارتباطات مقابل الفوز بذاتي. وأنه مستعد لإزالة كل الروابط التي تقف في طريقه بالاتحاد بالله.
# كلام كفري والعياذ بالله.
.
شدتني كلمة كنت أظنها كلمة عامية وهي "تنابل" او فلان "تنبل"، فوجدت أنها كلمة لها أصل باللغة العربية ففي بداية فصل (سليمان السكير) يقول "يظن الدخلاء أن السكارى قوم تنابل ليس لهم أي عمل آخر".
.
تقول أليف شافاك عن الشرق والغرب في مقالة نُشرت في مجلّة «التايم»، قائلة إنّ الشرق والغرب ليسا كالماء والنفط لأنَّهما يمتزجان أساسًا. ويمتزج الشرق والغرب في مدينة إسطنبول امتزاجًا حقيقيًّا وقويًّا ومتّصلًا. لذلك أغلب أدبياتها وكتبها لها علاقة وصلة بإسطنبول.
.
.
(٣)
.
-: اقتباسات :-
.
تنصح الأم ايلا ابنتها قائلة ❞ افهمي هذا الكلام: إنّ النساء لا يتزوّجن بالرجال الذين يُغرَمْن بهم. فعندما يجدّ الجِدّ، يخترنَ الرجل الذي سيصبح أبًا صالحًا وزوجًا يُعتمد عليه. ما الحبّ إلّا شعور لذيذ يأتي ليتبخّر سريعًا. ❝
.
❞ إنَّ الحبّ ليس شعورًا عذبًا فحسب، بل من شأنه أن يأتي ويرحل سريعًا. ❝
.
❞ هكذا هي الأحوال دائمًا، عندما تقول الحقّ يواجهونك بالكراهية. وكلّما تحدّثت أكثر عن الحبّ، ازدادت كراهيتهم لك. ❝
.
❞ إنّ بعض الناس يُخطئون عندما يخلطون بين «التسليم» والضعف. إنّ التسليم يعني كلّ شيء باستثناء الضعف. التسليم شكل من أشكال القبول السلميّ لقوانين الكون، بما في ذلك الأشياءُ التي نعجز الآن عن تغييرها أو فهمها. ❝
.
❞يقول شمس التبريزي: العقل والحبّ من مادّتين مختلفتين. العقل يربط الناس ربطًا محكَمًا ولا خوف في ذلك. أمّا الحبّ، فإنّه يفكّ جميع العُقَد وينطوي على مخاطر كبيرة. العقل حَذِر، يوجّه النصائح دائمًا، ويقول «حذار الإفراط في النشوة». أمّا الحبّ فيقول: «آه، لا بأس! خاطر في اتّخاذ خطوة جريئة بغضّ النظر عمّا يترتّب على ذلك». ليس سهلًا على العقل أن يتفكَّك، ولكن يمكن للحبّ أن يُحيل نفسه، من دون عناء يُذكَر، على حطام. ❝
.
❞ فالشيء الذي لا يمكن تغييره بالكلمات لا يمكن فهمه إلّا بالصمت ❝
.
❞ الشخص الذي يحبّه علنًا شخصٌ آخر يُعجَب به الكثيرون، ومن شأنه أن يثير حسد الآخرين، إن لم نقل كراهيتهم. ❝
.
❞ يقول شمس التبريزي: الوحدة والعزلة شيئان مختلفان. فعندما تكون وحيدًا، يسهل أن تخدع نفسك وتظنّ أنّك تسلك الدرب الصحيح. أمّا العزلة فهي أفضل لنا، لأنّها تعني أنّ الفرد يكون وحيدًا من دون أن ينتابه الإحساس بالوحدة. ❝
.
❞ الحرير يشبه الحبّ بقوّته المدهشة ورقّته المؤلمة ❝
.
❞ يستطيع المرء أن يأتي بالحمار إلى الماء، ولكنْ، ليس في وسعه جعلُه يشربه. لا بدّ من أن تكون الإرادة موجودة ❝
.
❞ البحث عن الحبّ يغيّرنا. وما من باحث بيننا يسعى وراء الحبّ ولم ينضج في طريقه إليه. ❝
.
(٤)
.
❞ ويُقال إنّ الأربعين هي سنّ الثلاثين الجديدة (وإنّ الستّين هي الأربعون الجديدة) ❝
.
❞ سنّ الأربعين هي الأجمل للرجال والنساء، على حدّ سواء. سنّ الأربعين ترمز، إلى الارتقاء من مرحلة إلى أخرى أعلى منها درجةً، فضلًا عن اليقظة الروحيّة؟ عندما نحزن حدادًا، فإنّ الحزن يستمرّ أربعين يومًا، وعندما يولَد الطفل، فإنّه في حاجة إلى أربعين يومًا كي يكون جاهزًا للبدء. كما استمرّ طوفان نوح أربعين يومًا. خرج يسوع إلى البرِّيّة وظلّ فيها أربعين نهارًا وليلة. أمّا محمّد، فقد بلغ الأربعين عندما جاءه الوحي. وأنت في الأربعين؛ فرصة تمنح حياة جديدة! لقد بلغت أكثر الأرقام المبشّرة بالخير. تهانيّ! ولا تشغل بالك بتقدّم السنّ، فما من تجاعيد ولا من شعر أشيب، لها من القوّة ما يمكّنها من تحدّي قوّة الأربعين! ❝
.
يقول شمس التبريزي: إذا أردت أن تغيّري الأسلوب الذي يعاملك به الناس، فعليك أوّلًا أن تغيّري الأسلوب الذي تعاملين به نفسك.
.
❞ يقول شمس التبريزي: الماضي دوّامة مائيّة، فإذا سمحت له بأن يهيمن على لحظتك الراهنة، فسوف يقضي عليك. الزمان ليس سوى وهم. وأنت في حاجة إلى أن تعيشي في هذه اللحظة الآنيّة. هذا هو لبّ القضيّة. ❝
.
❞ والفساد الأخلاقيّ لا يختلف عن مرض رهيب يداهم مكانًا من دون سابق إنذار، وينتشر انتشارًا سريعًا فيصيب الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، من دون استثناء. ❝
.
❞ يذهب بعض الصوفيّين إلى القول إنّ البشر هم القرآنُ الناطق، ولا أدري ما معنى مثل هذا الكلام إن لم يكن هو الكفر بعينه. ثم إنّ هناك الدراويش الجوّالين، وهم مرتبة أخرى مضطربة من الأشخاص غير المتكيِّفين مع المجتمع، وينضوون تحت مختلف ❝
.
❞ فالنساء لا يستطعن منع أنفسهنّ من حبّ الاستطلاع لأنّه راسخ في طباعهنّ. ❝
.
❞ كانت ضحكتها ضحكةَ امرأة لم تتعلّم قطّ إلّا أن تُولي الكثير من الاهتمام لأحكام الآخرين. ❝
.
❞يقول الرومي: هل هناك من وسيلة لفهم معنى الحبّ من دون أن يصبح المرء عاشقًا أوّلًا؟
الحبّ لا يمكن تفسيره، بل يمكن عيشه فقط.
الحبّ لا يمكن تفسيره، لكنّه يفسر كلّ شيء. ❝
.
❞يقول شمس التبريزي: لو أنّ البحر ابتلع العالم كلّه، فهل يضير ذلك البطّ؟ ❝
.
❞ ثلاثة من الناس يستحقّون الشفقة في هذا العالم: الغنيّ الذي ضاعت ثروته، والمحترم الذي فقد احترامه، والحكيم المحاط بالجهلة. ❝
.
❞ يقول عزيز: كنّا نتشارك في كلّ شيء: أُغنياتنا وأحلامنا ومصروفنا اليوميّ ومخدّراتنا وطعامنا وأَسرّتنا… كلّ شيء سوى الألم. ❝
.
(٥)
.
❞ قال الشيخ صمد: «إنّ تخدير الألم يختلف عن علاجه، لأنّ الألم يظلّ موجودًا بعد زوال مفعول المخدِّر»؟ ❝
.
❞ إنّ كلّ صداقة حقيقيّة وكلّ حبّ حقيقي قصَّةُ تحوّل لا يمكن توقّعها. ولو كنّا أنفسنا لا نتغيّر قبل الحبّ وبعده، لَعنى ذلك أنّنا لم نحبّ بما يكفي. ❝
.
❞ حيثما يوجد الحبّ، لا بدّ من مرض القلب. ❝
.
❞ لكنّ الحقيقة، أنَّني على قدر ما يمكنني القول إنّ القصائد ليست من تأليفي، بل أنا لست سوى واسطة للحروف التي وُضعت في فمي، فشأني شأنُ القلم الذي يدوّن الكلمات التي يؤمَر بتدوينها ❝
.
❞ إنّ الحدود كلّها وهميّة في حالة الحبّ. ❝
.
❞ أكثر الأخطاء التي ارتكبتها النساء على مرّ العصور شيوعًا وإيلامًا، وهي الاعتقاد اعتقادًا ساذجًا أنّ حبّهنّ يمكن أن يغيّر الرجال الذين يُغْرَمن بهم. ❝
.