مَنّا : قيامة شتات الصحراء > مراجعات رواية مَنّا : قيامة شتات الصحراء > مراجعة ماريا ألفي

مَنّا : قيامة شتات الصحراء - الصديق حاج أحمد
تحميل الكتاب

مَنّا : قيامة شتات الصحراء

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

عندما قرأت عنوان الرواية ووجدت "منا" و "شتات الصحراء" تساءلت عن المقصود ب"منا" ،هل هو المن الذي أنزله الله من السماء لشعب بني إسرائيل التائه في الصحراء ؟ ومع بداية القراءة وهذا السؤال لم أجد منًا ولا سلوى ووجدت الأهوال.

يروي لنا الكاتب حكاية شعب مهمش، له لهجته الخاصة وطباعه المميزة وعاداته الأصيلة، ولكن، ليس له وطنا يحتويه.

في بداية الرواية صدمت من صعوبة أسماء القبائل والأشخاص وبعض الأماكن والأشياء التي لم أفهم كينونتها، حاولت تجاهل ذلك والمضي قدما لفهم الحكاية، لكن جال في خاطري أن هذا ما حدث معهم بالفعل. هل احتسبوا أرقاما وكلماتا لا أشخاص لهم الحق في الاحتياجات الأساسية للبشر؛ مأكل وملبس ومسكن؟

شعب تشتت بسبب القحط والجدب والذي يدعونه بلسانهم التارقي "مَنّا" ،وكابد أهوال الجوع وأخطار الطريق، كانوا يضحون بماشيتهم وجمالهم -وهي من أعز ما يملك التوارق- من أجل كيس أرز واحد، مات في الطريق الأطفال والجدات ومات معهم الرجاء في المستقبل والأمل في الرجوع للوطن والجذور.

وعندما استقروا نسبيا بملجأ مؤقت، لاح بصيص من نور ووعد ببناء وطن أزوادي يضمهم في حماه، وكلما اقتربوا وجدوه سرابا يعدهم بالوصول بعد قليل.

فهل كان حلمهم بوطن يلم شملهم وينعمون فيه بالدفء طمعا؟ فصار "الطماع لا يقتله إلا الكذاب "؟ أم كان حلما مشروعا استغله آخرون لمصالحهم؟

انتهت الرواية ولم تنتهي الحكاية ومازال وطن الأزواد "يتأرجح على سنام الإبل".

قص علينا الكاتب "الصديق حاج أحمد" الرواية بلغة قوية تتناسب مع خشونة حياة الأبطال وموضوع الرواية، مفردات صعبة وتواريخ كثيرة بدون هوامش كافية، لكنها دفعتني للبحث الذي أسفر عن معلومات قيمة عن التوارق ومفردات لهجتهم وعن جغرافيا البلاد وتاريخ هذه الحقبة الزمنية، كما أن من حق الكاتب الاحتفاء بلهجته و احيائها وتعريف الناس بها.

كان السرد على لسان رواة متعددين ،التنقل بين الرواة كان مفاجئا ومربكا في بعض الاحيان.

تتبع الخط الزمني للرواية به بعض من الصعوبة، مما سبب القليل من التشتت ،خصوصا خطاب هكتا لبادي والتي تتحدث فيه عن عودته من لبنان، في الوقت الذي كان فيه في معسكر بني وليد عام 1980.

الحوار بسيط وتغلب عليه اللغة التارقية،مما أضفى صعوبة نسبية على الرغم من ملائمته للجو العام للرواية.

الشخصيات مرسومة بعناية فنجد التباين الواضح بينهم، أحببت لولا وبادي و هكتا كثيرا.

الفكرة غير مستهلكة وقضية يعاد طرحها بصورة روائية متسائلة.

استمتعت باختلاف الرواية والتجربة والكثير من المعلومات القيمة.

Facebook Twitter Link .
3 يوافقون
3 تعليقات