"مشروع صيف ٢٠٢٣ مع قراءات السيرة الشخصية لناس  أود أن أعرفهم أو أعرف أكثر عنهم، أو أشخاص أثرت في تاريخ البشرية ولا أعرف عنهم شيئا"

أعرف عن برنامج الدحيح من زمان، ولكن لم أشاهد أي حلقة له، لكوني من محبي المحتوى المكتوب أكثر من المرئي، ولكن من خلال السوشيال ميديا وصلتني أصوات عنه، والجدل الذي أثير عنه دينيا، فلما وجدت هذا الكتاب رأيت أنه يناسب هدف مشروعي لأتعرف على شخصية جديدة.

الكتاب يحكي قصة حياة أحمد غندور، الذي أحب القراءة من نعومة أظافره ووصل به هذا الحب لإدمان المعرفة، واتخذ طريقا في الحياة يهدف لتوصيل وتبسيط العلوم للعامة من خلال منصات السوشيال ميديا، مستخدما صناعة المحتوى لعصر الكتب وتلخيص دراسات وموسوعات عن موضوع معين في كل حلقة، بإسلوب بسيط وممتع وسريع بدون ملل...

بدأ الدحيح رحلته بفيديو جمع ٥٠ مشاهدة، ولكنه لم يحبط ولم يتوقف، ظل يسعى خلف حلمه حتى تصدر "الترند" وقارب حجم مشاهداته المليار مشاهدة!

طبعا هذه الرحلة وهذا النجاح لم يكن جهدا منفردا لغندور، ولكن الدحيح كان خلفه مجموعة عمل متميزة قوامها غندور الذي جمع حوله أشخاص لهم مواهب مختلفة ويجمعهم نفس الشغف لخلق محتوى هادف وفريد ينشر المعرفة.

رحلة نجاح الدحيح صعبة ومليئة بالتحديات ولحظات إحباط وحوائط سد تنذر بنهاية الدحيح، ولكن غندور والمجموعة لم يستسلموا وقاموا بفتح أبواب في كل حائط منهم ليعبروا من نجاح الى نجاح، ولازالت الرحلة مستمرة.

الكثير من الناس لا يعرفون الجهد والكفاح المبذول خلف أي نجاح، وخصوصا في حالات المؤثرين على السوشيال ميديا، فالبعض يعتقد انها "شغلانة سهلة" وفلوس من غير تعب، لايستطيع الكثير تخيل أن الفيديوهات التي يتم نشرها ومدتها دقائق معدودة، تأتي بعد تحضير ساعات وأيام وممكن شهور كمان، وأن الحفاظ على النجاح أصعب من النجاح نفسه. ما نراه هو قمة جبل الجليد.

أسعدني التعرف على غندور ومجموعة عمل الدحيح، وقد شجعني الكتاب على أن أشاهد الفيديوهات التي ذكرت في الكتاب كنقط محورية لمراحل نجاح أو مصادر جدل في رحلته.

كتاب مفيد لمن يريد التعرف على الدحيح خلف الكواليس كما يقول العنوان، وأيضا لمن يريد التعرف على صناعة المحتوى وعالم المؤثرين...

محمد متولي