"لم ينهض، بل هوى على جانبه ملموماً على نفسه في تقلص. دخل في الوضع الجنيني. آخر محاولة لهروب إنسان من رعب هائل يحاصره. يلجأ إلى حصن الحماية المطلقة الأول. يعود جنيناً إلى رحم الأم الغائب في واقع اليفاع والحاضر أبداً في طفولة النفس!" - رق الحبيب للقاص محمد المخزنجي 🇪🇬
من أبدع المجموعات القصصية التي قرأتها هذا العام لصاحب "أوتار الماء" و"لحظات غرق جزيرة الحوت الأزرق"، والذي أصنفه كأحد أفضل من يكتبون القصة القصيرة في مصر في يومنا هذا، وهم قِلة قد لا يتجاوز أفرادها أصابع اليد الواحدة بعدما رحل عن عالمنا جيل أصلان والبساطي.
تتضوع قصص هذه المجموعة بعبير شجن نبيل يستخلصه المخزنجي من مواقف ولحظات عابرة قد تضيع في زحام ما هو يومي ومألوف: هذه الحساسية المدهشة هي ما تجعل من المخزنجي قاصاً استثنائياً بحق، وهو ما يستشعره القارئ حين مطالعة قصة "حلاق سيبيريا" التي أبكتني بنهايتها وقصة "رق الحبيب" التي تدمي القلب لشفافيتها ولحزن مساقها.
تتعاقب القصص وكأنها خيوط في نسيج واحد، لا يشذ فيه سوى القصة الأخيرة عن رحلة المؤلف في كمبوديا وزيارته لحقول الموت الشهيرة، إذ تبدو القصة مقحمة عنوة في جسد المجموعة…وكل ما عدا ذلك، متعة خالصة.
#Camel_bookreviews