الكتاب رقم 26 لعام 2023

ان تبقى

ذكرت مقاطع من شخصيات غربة الياسمين فيها

خولة حمدي

"تريد الحقيقة؟ نعم، مثلث برمودا أسطورة يا صديقي! لم يثبت علمياً أو إحصائيا أن اختفاءات السفن والطائرات والحوادث في المنطقة تفوق ما يحصل في مناطق أخرى في المحيط. لكن الحكاية كلها كانت مفتعلة من الصحافة الصفراء في خمسينات القرن الماضي، كنوع من الغموض والإثارة. وإن أردت رأيي، فإن العواصف الاستوائية ربما تكون تفسيرا منطقياً محتملا للحوادث التي أشيع غموضها. مثلث برمودا الحقيقي موجود فقط في رؤوسنا. فيما نختار أن نصدقه!

أن تزداد معرفتك وحكمتك لا يعني أبدا أن يسهل عليك وضع السبابة على عين الحقيقة، بل هو العكس غالباً. تدخل عليك متغيرات جديدة فتضع أطروحات مختلفة وتبتعد مسافات عما حسبته في وقت سابق حقائق ومسلمات.

في بالحقيقة هي ثلاثة غربة الياسمين وياسمين العودة وياسمين ابيض وسبب قراءة هذا الجزء هو الحديث عن الدكتور عمر ورنيم وفهم ما حصل لهم حيث انتهى الجزء الأول بمحاكمة عمرو وسجنه ولا نعرف ان كانت رنيم قد سافرت أو ذهبت للقاء جولي، اذا مع ان تبقى و384 صفحة من اصدار دار خيال عام 2016 ومحاولة فهم فرنسا كما راته الكاتبة.

هي رواية كتبت من زمن قادم لتتحدث عن زمن فات مجموعة مذكرات كتبها شاب جزائري حلم بالجنة الموعودة، قرئها الابن خليل تحكي قصة معاناة والده وهجرانه. تتناول هذه الرواية التطرف والإرهاب لدى دخول طبقة المهاجرين إلى أوروبا، وكذلك التداعيات التي يتركها المهاجرون، مثل الهوية المزدوجة، والانتماء غير الكامل، والمواطنة العربية في الدول الغربية، وحقوقه وواجباته. وتعد الرواية جانب من ابداع خولة حمدي أيضًا على العملية الإبداعية لرواياتها الإرهابية والعنف الديني، خاصة عندما يتم الكشف عن المسلمين في أوروبا أيضًا. لذلك تصورت الكاتبة مستقبل المجتمع العربي على أساس هذه الآفة، وإذا استمر هذا الوضع.

الهجرة الغير شرعية والإرهاب

طرحت رواية ان تبقى من خلال قصة نادر قضية مهمة يواجها المثقف العربي وهي الهجرة الغير شرعية تلك التي اخذت زهرة شباب العرب بين جنبات البحر او عبر العمليات الإرهابية او من خلال البطالة والجوع والفقر حيث اهتمت العديد الهجرة غير الشرعية لأبناء الشمال الافريقي خاصة والعالم العربي عامة الي جنوب اوروبا ايطاليا وفرنسا واليونان هربا من الحروب والصراعات والفقر والبطالة بحثا عن الحياة مفهوم الارهاب ذلك المفهوم المطاط الذي طال جميع المسلم..العنصرية وبشاعتها ضد اي دين او لون او جنس

فرنسا الوجه الاخر .

تتنبّأ بفرنسا عام 2035 رغم ان الاحداث حصلت في 2015.. وأظنّ أنّ هذه خطوة جريئة من الكاتبة أن تعالج قضايا معاصرة وحسّاسة. عرضت الرواية بشكل مميز الجانب الاخر لفرنسا وهو الجانب المظلم توغلت الكاتبة في ذلك العالم السفلي المظلم للمشردين والمهاجرين غير الشرعيين ما جعلني اشعر بمعاناتهم اليومية وتساءلت ما الذي يدفعهم للذهاب الي هناك واجابت الكاتبة في الرواية عن سؤالي ما جعلني اتذكر المثل الشهير(ايه اللي رماك علي المر قال اللي الأمر منه)،فإذا كنت محظوظا ونجوت من مراكب الموت فستحتاج اضعاف هذا الحظ لتعيش هناك. حيث طرحت أفكار شباب اليوم.. شبابنا الذي يعاني في بلاده من الغربة.. فيفكّر في جنّة أوروبا مرغما لا مريدا لها هو يريد الحياة لكنه يذهب الى الموت عبر طرق الموت وعصابات او تجار البشر اذا هي فرنسا أخرى او الجانب المظلم لها و التي لا نكاد نعرفها تلك الأحياء الفقيرة تلك الفوضويّات لطالما نتكلم عن باريس و عاصمة الأنوار فتسليط الضوء على الوجه الآخر لأوروبا مهمّ جدا أوروبا، تلك التي تفرّق بين الييض والسّود إلى اليوم., وتتهم المسلمون بأبشع التهم لانهم مسلمون اين هي الحرية في كل ما يحصل .

حيث ناقشت التضييق على المسلمين في المساجد.. وجمع مصطلح اسلامي وجهادي وغيره في سلّة واحدة.. فهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على مدى شراسة الحملات الاعلامية ضدّ الدّين الإسلامي وبثّ الأكاذيب.. كذا يدلّ على ضعف المسلمين علميّا.. فلا ننكر أنّ بعضنا اليوم لا يفقه في دينه غير كيفيّة الصلاة ونواقض الوضوء.

كانت نهاية الرواية هو العودة الى الجذور شعرت ببعض الأمل.. الأمل في التغيير.. الأمل في إقامة العدل.. والذي لم يحصل إلاّ حينما عاد " خليل" إلى جذوره واعتزّ بها.. بعد ان اقتنع وأحبّ عروبته وإسلامه.. صعب هو الشعور بالضياع ةفقط .