مما قرأت في أثر عنايات الزيات
من أغرب الكتب التي مرت على، يحكي عن عنايات كاتبة و صديقة نادية لطفي، انتحرت في السيتينات و تقرر الكاتبة تتبع قصتها، و البحث عن كل ما يخصها، بداية من مقبرتها و منزلها الأول و مسكنها الثاني، و إبنها و أخواتها وووالدها، حاورت ايمان اعز صديقاتها الفنانة نادية لطفي، و حكت تفاصيل عنها، ثم اتسعت الدائرة لتصل إلى اصدقائها من الحضانة و جيرانها، و عرفت ملابسات عدم نشر روايتها الأولى و ايضا اكتشفت أن نادية لطفي استعانت بحقيبتها الشخصية في فيلم حبى الوحيد.
أسفر البحث عن أن عنايات كانت تشرع في عمل رواية جديدة عن عالم نباتات اسمه كايمر، و تتبعته و وجدت أنها تبحث عن تفاصيل كتبه و حياته و كتاباته، و ساعدها على ذلك عملها في المعهد الألماني، و مع ذلك تنتحر عنايات، وصلت ايمان لقصة انتحارها و المستشفى التي تتابع معها و اسم الدواء الذي تناولته و ماتت بسببه.
اتعلمت من الكتاب طريقة البحث و تتبع آثار اى شخص و الاستمرار على ما بدأته مهما كانت صعوبته، مع مرور السنوات مع تزاحم مشاريع أخرى، استمعت كثيرا بحكايات و سرد يوميات ايمان و حواديتها مع كل من قابلتهم في رحلتها، كما تفهمت رحلة ايمان مرسال للكشف عن خطايا متعددة سواء من الناس او المعالجين و الأصدقاء أو من عنايات نفسها.
تسائلت لماذا هذا البحث من الأصل، لعله الفضول و الاعجاب، لعلها تشبهها حتى تضعها في مقارنة معها بين حياتها و ما عاشته عنايات من تجارب كتابية و حياتية، حتي جعلها البحث تصنع أرشيف عنايات من العدم.
بقلم: نرمين عبدالعزيز
#nermeenabdelazi