“لا يجب عليك فهم الحياة.. عليك فقط إن تعشها.”

الأيام الماضية لا تعود ولابد أن نتعايش مع أخطائنا لذلك أكره " كلمة ماذا لو " فهي كلمة شائكة جدا قد تجعل حياتك كلها تتوقف عند نقطة تدخل من عندها إحتمالات الحياة والخيالات في الوقت الذي تتركها مبعثرة من حولك ولا تحاول أن تقف من جديد لإصلاحها.

مكتبة منتصف الليل من الاعمال التي لاقت رواجًا فى الفترة الاخيرة و من الاعمال التى كان المدح فيها اكثر هو الشائع فمن بعد رائعة بليك كراوتش " المادة السوداء " و مسلسل Stranger Things و ريك اند مورتي كلها أثارت فضولنا فى نظرية الاكوان المتوازية لتأتي مكتبة منتصف الليل لتثير فضولنا أكثر عن هذه النظرية وما قد تحتويه الأكوان المتوازية عن إحتمالات نعيشها هذه المرة مع نورا سبيد .

" ستصبح الأشياء أسهل بكثير لو فهمنا انه لا يمكننا كسب مناعة ضد الحزن، مهما كانت قرارتنا التي اتخذناها فى الحياة، و ان الحزن شئ جرهري من نسيج السعادة ، لا يمكنك الشعور بالسعادة إن لم تشعر بالحزن. بالتاكيد قد يأتيان بدرجات مختلفة و جرعات مختلفة ولكن لا يوجد حياة سعيدة الي الابد و اعتقادك بوجودها يزيد من تعاستك فى حياتك الحالية ."

في هذا العمل يأخذنا الكاتب بطريقة أقل تعقيدا من الناحية العلمية في شرح الأكوان المتوازية بل يجعلك تعيشها مع شخصيتنا نورا سبيد بحياتها الرتيبة وإكتئابها الذي جعل الناس ينفرون منها لتقرر الإنتحار في آخر المطاف حتى تنهي ذاك الألم في محاولة تأخذها لمكتبة منتصف الليل ما بين الحياة والموت لتعيش حيوات لانهائية من الإختيارات السابقة التي ندمت عليها ودروب كانت تظنها هي الطريق الأمثل للحياة السعيدة في محاولة أخيرة لإرضاء الجميع والبحث عن ذاتها.

" بين الحياة والموت هنالك مكتبة قالت السيدة إن، وفي تلك المكتبة، تمتد الرفوف بلا نهاية. كل كتاب هو فرصة لتجربة حياة اخري يمكنك اختيارها لترين كيف ستتغير حياتك بإختلاف قرارك . هل ستختارين حياة مختلفة إن كانت لديك الفرصة لمحو ندمك ."

الرواية من بعد ذلك للأسف أخذت منعطف تنمية بشرية بحت و من المؤسف ان ياخذنا الكاتب فى ٢٥٠ صفحة اكثر من ثلثي العمل فى رتم يعاد بطريقة اصبحت متوقعة حتى من السهل توقع النهاية من بعد ثلث الروية فقط و فى ذلك هو لم يأتي بجديد على الاطلاق و هنا اللطمة فى كتاب يعتبر من اكثر الكتب مبيعًا مؤخرًا، انا اكره التنمية البشرية لإني مؤمن ان كل ثقافة مختلفة و ما يتم تناوله فى الكتب الغربية ليس بالضرورة ان يثبت نجاحه فى الشرق عندنا و العكس و لكني احترم المحاولات على الاقل و هنا كانت محاولة بائسة اشبه ببديهيات الحياة التى كلنا نعرفها و للاسف ساذجة نمطية لابعد حد .

" كل حياة تحتوي على ملايين القرارات . بعضها كبيرة و بعضها صغيرة، و لكن فى كل مرة تتخذين فيها قرارًا، تتغير نتائجه و تظهر مجموعة من الأحداث التي لا يمكن محوها، تقودك الي مجموعة اخري من الأحداث، هذة الكتب بوابات تاخذك لكل الحيوات التي يمكنك عيشها ."

رواية متوسطة بسيطة لم تكن موفقة بالنسبة لي على عكس اصدقائى ، الفكرة كعادة كل الافكار عن الاكوان المتوازية مثيرة للاهتمام و التساؤلات التي لا تنتهي .