حكي ودردشة لا ترقى أن تكون مراجعة عن #صاحب_الظل_الطويل

بعض الأعمال الأدبية كُتبت لتبقى في الوجدان، وصاحب الظل الطويل أحدها، الرواية التي نشرت للمرة الأولى عام 1912، كتُبت لتقرأ ويعاد ترجمتها لعديد اللغات لما يتجاوز قرن من الزمان.

تجسدت نظرية أثر الفراشة في حياة البطلة، فنتيجة لقرار واحد انقلبت حياتها رأسا على عقب للأفضل وسارت للحياة الجديدة، تستكشف ما فاتها سابقا، فمن حياتها كفتاة وحيدة بملجأ تكره القائمة عليه ترعى الأطفال بحكم سنها الكبير، لفتاة جامعية تسعى لأن تصبح كاتبة معروفة.

بين هذا وذاك، تختبر بطلة الرواية الكثير من المشاعر التي تفتقدها والتي تكتسبها، ومن التجارب المتنوعة، التي كانت لا تدرك عنها شئ فهي كانت حبيسة الملجأ.

ومن خلال رسائلها تحكي وتحكي كل ما يمر بها وعن أحلامها وآمالها المستمرة، ومستجداتها بحياتها الجامعية الجديدة وبفترة اجازاتها المختلفة، تطلب وترفض تعبر وتكتم مشاعرها كلُ وفقا لما تراه مناسب، تكتب رسائلها ولا تنتظر ردا، فهي ترغب بالحكي واخراج وايجاد شخصاً ولو بشكل وهمي يهتم بها وبأخبارها وما يحدث معها في يومها.

تفقد الأمل وتكتسبه مرة أخرى مع أي رسائله قادمة من الراعي لها حتى دون رؤيتها.

مع كل رسالة تلمس مشاعر فتاة انقلبت حياتها رأسا على عقب بلمح البصر، وجهلها بكل جديد حولها ومحاولتها التعامل والتعلم منه، وتكوينها الصداقات.

واختبارها مشاعر مختلفة جديدة عليها وهي مشاعر الحب، ولا تنفك حتى تعبر عنها، لتكون المفاجأة بالنهاية.

تعد الرواية واحدة من أدب الرسائل العذب، التي تأخذك في طياتها في رحلة شيقة وممتعة وعذبة كنسمات الفجر، ترغب في استمرار مراسلتها حتى لا تفقد كل تلك العذوبة بالمشاعر والكلمات، التي برعت الكاتبة رغم مر الزمن في ايصالها لكل قارئ.