رواية رائعة جدا، جذبني الجو العام في الرواية، وشعرت بالسلام والرحمة والحب مع التشويق والإثارة يملآن روحي، ظهرت كل شخصيات الرواية بلا استثناء متلونة بكل ألوان الطيف الإنساني، فليس هنالك بطل كامل لا يخطئ، بل كلنا يقوى أحيانا ويضعف أحيانا أخرى، ويفعل الصواب حينا والخطأ أحيانا أخرى، ولا نحتاج أن نصدر أحكاما على بعضنا البعض، ولا أن نقولب الناس في قوالب بحسب أفعالهم وظروفهم، وهذا هو جوهر الرحمة والحب والتسامح. وكأن الكاتبة تدعونا في هذه الرواية إلى حب الله عز وجل، لا إلى الإعجاب بروايتها، وكأنها أيضا تدفعنا إلى إيجاد الصلة بيننا وبينه جل في علاه لا أن نبحث عن الصلة بيننا وبين شخصيات روايتها، أو أن نبدأ في إصدار الأحكام عليهم بحسب تصرفاتهم.

وعندما تكون عندنا القدرة على فعل ذلك في حياتنا أيضا ، ومع الناس من حولنا، وعندما نرى أخطاءهم في حجمها الحقيقي ، ونعرف ألا أسود أو أبيض في العالم على الإطلاق، بل هي درجات من كل ألوان الطيف تتغير باستمرار، ولا يحق لنا أن نقرر لأحد ما لونا، ونلحقه به في خيالنا إلى الأبد، فقط لأننا رأيناه متلونا بهذا اللون أحيانا، ونعرف أن "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم، ولجاء بقوم غيركم، يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم"، عندها بلا شك ستتحسن صلتنا بربنا، وتمتلئ قلوبنا بالرحمة تجاه ذواتنا وتجاه العالم بأسره.