اكلت و شربت ثم حليت و بعدين حبست بشاي وصاية بنعناع من الجنينة .. و لكني لم اشبع بعد و اريد المزيد
هذا الوصف هو الأقرب إلي إحساسي بعد الانتهاء من قراءة كشكول المجهود الشخصي للجميلة مني رضوان .. ذلك الكشكول الذي استثمرت فيه كاتبته دون شك الكثير من “المجهود الشخصي” في التأمل فيما وراء الوجوه مما وفر علي قرائها الكثير من “المجهود الشخصي” في قرائته.
و بصفتي من محبي القصص الطويلة، أكاد أجزم أن تلك القصص لا تشبه القصيرة في شيء إلا عدد صفحاتها. ففي كل منهم فكرة عميقة (أو نميسة) جدا تجعلك تري و تسمع و تستشعر أحداث رواية طويلة من الجلدة للجلدة .. بنفس منطق الafter-taste.
وجبة غنية و خفيفة في نفس الوقت فيها جميع الالوان و علي صفحاتها توجد اللغة البسيطة و الجرح الغائر و الضحكة العالية و حتي الدمعة الدافئة و الابتسامة الرقيقة. مؤكداً ستجد فيها محتوي يتفق مع مزاجك في القراءة و لعلك تجد فيها أيضا بعض ما لا يناسبك و هذا إن دل علي شيء فإنه يدل علي تنوعها و ثرائها ..
نعم اريد المزيد و اتطلع لقراءة كتابك القادم يا مني العزيزة الكريمة .. ف 45 دقيقة لا تكفيني لكي العب مع الإبن الراكض علي الأربع حتي نتعب و لا لأجفف دموعي و أترحم علي هدي أو لألملم مشاعري بعد أن نفرتها الملايات البيضاء … و غيرهم الكثير !
هذا الكتاب هو المعني الحرفي للسهل الممتنع.