أن هذا العمل الروائي المتميّز في حقيقته لهو بمثابة سجل وجودي واقعي/تخييلي جمالي لحالاتٍ انسانية مغتربة في زمنية محددة بمكانٍ مجازي لم تسمه الكاتبة متعيناً في جغرافيته كما قلت، وإن صارت هي مهمة المتلقي ذاته.
من هنا يصبح القارئ في حقيقة الأمر، كاتباً آخر صامتاً للنص على المستوى التخيييلي الصامت ككتابة الصمت التي شرحها رولان بارت في كتابه:(الكتابة عند درجة الصفر) بأنها الكتابة التي: " تخلق مجموعة من العوالم الممكنة داخل عالم النص وتُشكل في حد ذاتها فضاء للتأويل بامتياز."، وحسب الشاعر والمسرحي الفرنسي بول كلوديل "هذا النوع من الكتابة يفترض دائما وجود الأبيض والأسود، الفراغ واللا فراغ. كل نص حيث اللغة منظمة بشكل بلاغي وجمالي تفترض وجود نوعا من الفراغ يحيط بها."