الأزمات دائماً تُظهر الأوضاع علي حقيقتها ، لأن النفس لا يُمكنها الادعاء طوال الوقت ، الأزمة تبروز تجلي الحقيقة ، تجعله واضحاً لا لبس فيه.

لكن إن كان أحبابنا تركونا وقت الشدة وآثروا البعد علي الإقتراب فمن يهدهد أنفسنا ويحتويها من ألم المحنة المقيت ؟ الرجل يمكن أن يصبر يتحمل يواجه ، يصمت ، لكن الأنثي لا طاقة لها لمثل هكذا أشياء ، الإناث يُدمِنّ الأحاديث.

يبدو أنها شخصية اجتماعية " نرمين " وُضعت في ظروف صعبة ورأت أنه لا أحد وقف إلي جوارها إلا نفسها ، تذكرت نصيحة أمها بأن تكتب كل الكلمات والاعترافات في الورق ثم تمزقه ، هو نوع من أنواع البوح مع الذات ، ولكن حالة الأنثي الخاصة يمكن ألا تستجيب لهكذا فعل أو حتي تضعه في بنود البوح ، فالمُتعة الكاملة للبوح والأحاديث مبنية بالأساس علي المشاركة والتفاعل ، أن تخاطب الآخر ويرد عليك حتي ولو بإشارات مفهومة ، علامات الوجه ، تفاعلات الجسد مع الحكي ، كل تلك علامات تعني أن هناك آخر موجود من أجلي ومعي ، وحيث أن ذاك الآخر غير موجود فعلياً فيبدو أن نرمين قد وجدت طريقة للإتيان به وحل تلك المعضلة لها ولغيرها.

المجموعة عبارة عن جلسات نسائية تروي كل منهم حكايتها التي لا تجد من تحكيها له إما مخافة رد الفعل أو عدم قبول الشخص نفسه بعد حدث عظيم مر به فغيّرة.

الجميل في الأمر غير طريقة الحكايات البسيطة التي من خلالها طرحت الكاتبة قصص هذه النساء ، أن بعض القصص كان بها تفصيل عن علاقة المرأة بالرجل الجيّد والسئ وبشكل عام فهي نافذة بوح تلقي من خلالة المرأة همومها المجتمعية التي تحاصرها طوال الوقت لكونها أُنثي فقط ، وتجعلنا علي قُرب من كيفية تفكير المرأة فيما يدور حولها وكيف تتعامل معه.

‏❞ عندما تمتلك الكثير من الكلمات ولا تجد من تشاطره تلك الخواطر، تقفز الهواجس إلى عقلك كل دقيقةٍ ويعجز هذا الفم عن القيام بدوره والبوْح بتلك المفردات؛ فتظل هناك بالداخل في إحدى البقع السوداء بعقلك لا يصل إليها أحد، ❝

❞ إن كنتن تظنن أنكن محور الكون في حياة أحدهم فإليكن الحقيقة الصادمة .. الجميع يمضي، هذا أمرٌ محزن ولكنه حقيقي يجب التعايش معه. ❝

‏❞ الحياة تذيقنا الحلو؛ لندرك مرارة الأيام عن اقتناعٍ ❝

❞ الأحزان أعمق من أن تداوى بالكلمات، وربما يكون الصمت هو الحل للمضي قدمًا. ❝