صندوق الرمل > مراجعات رواية صندوق الرمل > مراجعة محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz

صندوق الرمل - عائشة إبراهيم
تحميل الكتاب

صندوق الرمل

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"كانت المرة الأولى التي أدخل فيها مسجداً، (…) إلى أي مدى كان الصراخ مرعباً وكريهاً ورائحة الأنفاس والعرق خانقة، كان جنود فرقة الإعدام يشعرون بالسأم ومرهقين ومبللين بالدم والسوائل الكريهة التي انبثقت من الأجساد، وضجرين من مهمتهم المرهقة. قال غراند أنه لا ينبغي أن يسمع المراسلون الأجانب صوت رصاص الإعدام في المسجد، لتأتي التعليمات بطعنهنّ (الأسيرات) بالحِراب." - صندوق الرمل لعائشة إبراهيم 🇱🇾

كالعديد من المصريين، لا تتجاوز معلوماتي عن الاحتلال الإيطالي لليبيا والجرائم التي ارتكبها الإيطاليون بحق الشعب الليبي ما درسناه بشكل مختزل في مناهج التاريخ (وما شاهدته في فيلم عمر المختار)، ولذا وجدتني مقبلاً بنهم على هذا العمل الهام الذي كان قد تم إدراجه في القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية للعام الجاري.

تؤرخ المؤلفة للإعدامات التي نفذها المحتل الإيطالي دون محاكمات لرجال ونساء وأطفال إبان الاستعمار، كما تستند لشهادات المراسلين الصحفيين وخطابات الجنود للحديث عن جموع كبيرة من الضحايا الليبيين الذين تم نفيهم إلى جزر إيطالية صارت سجوناً بلا قضبان، حيث سقطوا فريسة لسوء التغذية والعمل القسري والأوبئة.

وبالتوازي، لم تغفل عائشة إبراهيم عن الجبهة الداخلية في إيطاليا الاستعمارية، وكيفية تزييف الوعي وحشد جميع أبواق الدولة الفاشية لدعم الحملة الإيطالية من خلال وسائل الإعلام والأغاني والكتب والمنشورات، وكذلك كيفية بناء بروباجاندا شعبوية تبرر الكولونيالية كحق مكتسب في طرابلس (التي أسسها الرومان) وكحل مشروع لتأمين الموارد (عوضاً عن سفر الشباب الإيطالي إلى أمريكا بحثاً عن الرزق) وكنتيجة طبيعية (لتفوق الجنس الإيطالي عرقياً وحضارياً على عرب الصحراء الأجلاف).

قراءة شيقة بحق، ورواية جديرة بالجوائز، إذ نفذت من خلالها الكاتبة إلى أسئلة وجودية وإنسانية تتجاوز محنة الشغب الليبي وطغيان الفاشية الإيطالية وصولاً إلى طبيعة الضمير ومفهوم الواجب وهشاشة القيم التي نتصورها قلعة منيعة، فقط لنكتشف أنها صندوق رمل حين نضعها في اختبار حقيقي.

#Camel_bookreviews

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق