هذه الأيام، يكثر الحديث عن الهجرة من حولي، عن الهرب من خيبات الوطن المألوف إلى نعيم الغريب المجهول ... ومن غرائب الصدف أن يتزامن الأمر مع تعرفي بأيام الشمس المشرقة.
تتحدث كاتبتنا المبدعة عن المهاجرين الذين هربوا بعيدا عن خيباتهم السابقة آملين في صنع حياة أفضل، فيهاجرون... ولكن يصطدمون بخيبات أخرى...
الغربة والغرباء هي صفة أصيلة في أرض الشمس المشرقة، أن يأتي أناس ويغيب آخرون لا يبالي أحد، ولم يبالي الغرباء بأمر من لا تجمعهم به صلة دم أو روح؟..
شعرت بالوحشَة وغياب الأسرة ودفء الصحبة طوال الرواية، أتخيلني إذا هاجرت فترة للدراسة كما أتمنى هل سأعاني من تلك المشاعر الثقيلة التي تعتريني في الرواية؟ هل حقًا تستحق الأحلام وتحقيق الذات تلك الوحشة، هذا إن كانت في الهجرة سبيل لتحقيقها؟
السطور لا تخفي إبداع الكاتبة بالأخص في الجانب الاجتماعي للطبقات، والجانب النفسي للشخصيات، ولكني مازلت مرهقة من ثقل المشاعر على كاهلي الناجمة من هذه التجربة الروائية، فلا أقوى على التفكير وتحليل مظاهر الإبداع في هذه الرواية الدسمة...