#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين.

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

لم يكُن الأدب حِكراً علي كل ذي منصب وجاه فقط ولكنه براح واسع ، أُفق لا نهائي مفتوح علي حدود الكون الشاسعة ، ومن هذا المُنطلق فلا ضير أن يكتب الإنسان مادامت كتابته تعود علي الناس بالنفع والتأمل ، حتي وإن كان هذا الكاتب عربجياً.

صنع سليمان نجيب شخصية الاسطي حنفي ابو محمود بطريقة ساحرة ، حتي أنك لتظن أثناء القراءة أنها شخصية حقيقية من كثرة التفاصيل الدقيقة عن مهنة العربجي المذكورة أثناء الحكي.

مُذكرات عربجي هي مجموعة مقالات نشرها سليمان بك نجيب في جريدة الكشكول ، تناول فيها الواقع المجتمعي لمصر بعد ثورة ١٩١٩ ، ورصد فيها أفعال الانتهازيين الذين يتسلقون علي الثورات ويلتسقون بأصحابها وأهدافها لنيل مصالح شخصية.

وغير ذلك من المواقف التي تعرض لها الاسطي حنفي ابو محمود في مهنة العربجي ، فقد كان يحكي يومياته ومواقفه مع زبائنة بحس ساخر وأسلوب أدبي ناقد وكاشف لحال الناس وقتها رغم اختلاف طبقاتهم الحياتية وانفتاحهم المُبالغ فيه علي غير العادات في هذا الزمن بعد الثورة.

أكثر من مائة عام مرت علي هذا الكتاب ولكن الحالة التي يعرضها والمُشكلات والطباع التي يتصف بها زبائن الاسطي حنفي ابو محمود هي نفسها أزمات عصرنا الحالي مع تفاقمها وتمددها أكثر بسبب البعد الزمني.

اقتباسات :-

‏❞ لاتفكر كثيراً في الأزمة يااسطى، ولاتطمع، وما دام علفك وعلف أولادك ومواشيك موجودًا فاحمد الله، ومادمت فليسوفًا فليكن جيبك ((فاضياً)) كقلبك. ❝

‏❞ لم يكن الأدب أو صنعة الكتابة قاصرة يومًا ما على طبقة دون غيرها، فلا تظن أيها القارئ أو يتسرب إلى ذهنك الشريف ساعة ترى إمضائي تحت هذه المقالة أن أديبا تعدى الحد فتنكر تحت نمرة موهومة، ورخصة غير موجودة ❝

❞ النقد الصحيح هو أن ينتقد المنتقد عملاً يستهجن أويرى أنه يعود على المجموع أو الأمة بالستر، حتى إذا عاد المنتقد إلى صوابه وعمل عملاً نافعًا حبذه وشكره. ❝

‏⭐⭐⭐⭐.