إلى غرباء هذا العالم، إلى من أحبّوا كما لم يحبّ أحد، مأتم وسلوان هي كلماتي!
هكذا أقرأُ السعيد،
هذه الرواية تعاني ما يدور في الواقع العربي لا المصري فقط بتلميحات جريئة جدا، وهي وإن كانت سردية، إلا أنها لا تخلو من الشعر والحلم، فهي شعرية بموضوعاتها وبشخصياتها وحسبك من ذلك "بزوغ"، سيفطن القارئ بعد صفحات من قراءته إلى أن السعيد لم يكن مباليا بالتشدّقات اللفظية على حساب المعاني التي أرادها من كتابته لهذه الرواية، بيد إني لا أنكر صعوبة فكّ طلاسم معجم السعيد ومدى الإرهاق الذي يحصل عند محاولة تصوير عوالمه شديدة الغرابة، إلا أن اهتمامه بما يسميه دوستوفيسكي "البساطة العظيمة"، هو ما يمهّد الطريق أمام القارئ لإيعاب ما ضاق به... ويتضح ذلك في كثير من المواضع الحواريّة التي تلقي الضوء على طبيعة شخصيات الرواية.. وبالمجمل أقول: هي ليست رواية فقط، بل هي نافذة تمنحنا رؤية لشاعر من أعمق شعراء هذا العصر وكاتب من أبعد الكتّاب غورا...