سميته كرافتة > مراجعات رواية سميته كرافتة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

سميته كرافتة - ميلينا ميتشيكو فلاشر, أحمد صلاح
تحميل الكتاب

سميته كرافتة

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"كيف أصف المرارة التي شعرتُ بها؟ كُنت كوباً مكسوراً، والفراغ الذي بداخله قبل أن ينكسر، صار هو والفراغ المُحيط به سواء. مساحة قاحلة ضللتُ فيها الطريق. تحت قدمي سكاكين حادة. مع كل خطوة خطوتها، صارت احتمالية الوصول إلى أي مكان أكثر استبعاداً."

رواية "سميته كرافتة" واحدة من أعذب ما قرأت مؤخراً، رواية دافئة ومؤلمة في جميع طياتها، وجوانبها، تبدأ عندما يكسر "هيرو تاجوشي" عزلته التي امتدت لعامين بداخل غُرفته لسبب قوي يُمكن تلخيصه في أنه يخاف الناس، والارتباط منهم، ووطأة فقدهم، اعتزل حتى عن والديه الذان حاولا بكل الطرق أن يُخرجاه من تلك العزلة، حتى بالعنف والضرب، حتى ما يُمكن وصفه بأنهم "رميا طوبته"، ليخرج في أحد الأيام إلى أحد الحدائق، ويتأمل في الناس من حوله، حتى يجد الكهل "أوهارا تيتسو"، لتبدأ حكايتهم معاً التي بكل تأكيد، سيظل أثرها مع كلاً منهم في عالمه.

"كل إنسان عبارة عن مجموعة من القصص. أما أنا. فترددت. شعرت بالخوف من تجميع قصصي. تمنيتُ لو كنت قصة خالية من الأحداث."

ما بين التردد في حكي، وما بين الحكي دون صراحة، يقصصا على بعضهما الحكايات المختلفة من حياتهم، شخصيات تروح وتأتي، أحداث مؤلمة، من وجهتي نظر مختلفة تماماً، ولكنها تصب في نقطة إلتقاء، تنكشف حكايات "أوهارا" الذي أرى أنه أفضل شخصيات الرواية، من ناحية المُعاناة والمآسأة، وتنكشف أسرار "هيرو" أيضاً، لتصل بنا الأحداث عند مفترق طرق، اسمه الحياة.

تقسيم الفصول بداخل الرواية كان في البدء جميلاً وسريعاً، ولكن مع توالي الأحداث شعرت أنني أحتاج إلى شكل الفصول التقليدية، حتى أشعر بالارتباط أكثر، وكنت أحياناً أتجاهل أنني اتنقل من فصل لآخر، حتى لا أشعر بفاصل، السرد كان من أول لحظة يحمل الطبعة اليابانية، والشخصيات من كلمات بسيطة تشعر بألمهم، بالشقاء الذي يُعبأ روحهم، وقلوبهم، هناك ثقل في كل شيء، حتى الهواء، ولكن رغم كل ذلك السواد، هناك روح خفيفة بشكلاً ما، أثبتتها النهاية، التي كانت من أجمل النهايات التي قرأتها في حياتي، رغم بساطتها، ولكنها تحمل دلائل عديدة، ومغزى رائع.

ختاماً..

هي رواية مُمتعة، رغم سودواية أحداثها، تحمل في طياتها العديد من العبر، وبمجرد ما تبدأ فيها لن يُمكنك إلا أن تُنهيها، ولولا بعد الأحداث غير المنطقية، لارتفع قدرها عندي، أكثر مما هو مرتفع.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق