"على الرغم من كل سنوات العمر التي تقترب من نصف المائة، على الرغم من كل الشوارع والحواري والمدن والقرى والحدود والطرق الممتدة التي عرفها وجال فيها، فإنه بات يشعر في هذه الأيام بأنه عاش ويعيش وسوف يموت على هامش الحياة." - المسافر الأبدي لعلاء الديب 🇪🇬
يصعب توصيف هذه المجموعة القصصية، بل أزعم أن المدخل الوحيد للتعاطي معها هو تمثّل العنوان الذي اختاره لها المؤلف، فأنت مع علاء الديب دائم الترحال، ترى المآسي والمآثر الإنسانية بعين الطائر المحلق دوماً، رافضاً أن يحط سوى منكسر الجناح. الانكسار أيضاً جزء من هذه القصص، وكذلك التمرغ في أحاضيض البؤس الإنساني.
كنت قد قرأت أعمالاً أفضل للديب، والحق أن موهبته حاضرة وصوره التعبيرية لا تصدر سوى عن صدر مشغول بهموم البشر وسعيهم الدائب الذي لا يخلو من عبثية وتهافت. لا يألُ صاحب "عصير الكتب" جهداً في سعيه للإفصاح بلغة المجاز عن حالات ومقامات قد تبدو معتادة، إلا أنها نافذة إلى قلب المسألة الإنسانية.
لا يراوغ الديب رغم رمزية ما يكتب، بل يضع أمام أعيننا مرآة كثيرة الخدوش نتأمل فيها أرواح مثخنة بالرضوض ومثقلة بأشواق وهزائم.
#Camel_bookreviews