حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعات رواية حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

حُلْم ماكِينة الخِيَاطَة - بيانكا بيتسورنو, وفاء عبد الرؤوف البيه
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"في قلبي لا يوجد سوى شحوب الأشباح، الموتى. مات شيء في داخلي إلى الأبد. الثقة؟ الأمل؟ كان يبدو لي كل هذا كابوساً."

رواية "حلم ماكينة الخياطة" هي رحلة فتاة صغيرة يتيمة تربت مع جدتها الخياطة، لتأخذ منها أسرار الصنعة وتتعلمها، وتُتقنها، بمساعدتها أولاً، ثم بعد فترة وجيزة وبعد وفاة الجدة، تُصبح هي المسئولة الأولى عن العمل، والوحيدة. تلقي القصة الضوء على الفارق الشاسع بين العائلات الغنية والفقيرة في إيطاليا بالقرن التاسع عشر، تلك العنصرية المُستشرية في كل بقعة، وكل مكان، أسوأ مما قد تراه اليوم بمراحل عديدة، لتشق الخياطة طريقها، نحو النجاة، والعيش الشريف، بمهنة شريفة، فلم يكفها فقرها والعنصرية على الفقراء واحتقارهم، بل كانت العنصرية أيضاً ضد النساء، من خلال قوانين مُجحفة لها علاقة بالدعارة والعهر، وأبسط الأشياء الذي قد يحول أي امرأة إلى عاهرة مُرخصة، وحينها لن نستطع إلا أن نتزاول هذه المهنة لكي تستطيع أن تعيش.

تبدأ القصة منذ طفولة الخياطة، وتتنوع الحكايات المذهلة، داخل حكاية أوسع وأكبر، وهي حكاية الخياطة نفسها، عناصر الجذب كانت عديدة، منها السرد الشيق والمُمتع الذي جعل تفاصيل السرد الخاصة بالخياطة وتقنياتها المختلفة، ممتعة وليست بثقيلة على الإطلاق، بالإضافة إلى الحكايات المُلونة الغنية، والشخصيات المُختلفة الثرية والفقيرة، ورغم أن هناك حكايات سودواية بداخل قصتنا، ولكنها كُتبت بلغة مُخففة خالية من الحزن والألم للأحداث. ندخل إلى بيوت الأغنياء، ونرى عاداتهم وتقاليدهم في ذلك الوقت، وبانبهار خياطتنا بما تراه، سواء من مظاهر ترف، أو مظاهر بخل لأغنياء يحتقرون الفقراء، فضائح وحكايات ساخرة ومُزلزلة في ذلك الوقت.

ولكن الكاتبة شجاعة، اختارت نهاية أبعد ما يكون عن الأحلام الوردية، الخاصة بالحكاية الأكبر والأوسع، التي كنت قد ظننت أن الكاتبة تتجه إليها، ورغم النهاية المُتسرعة، ولكنني بلعتها، لتوصل رمزية أن الحياة مُتقلبة وعبثية، قد تمنحك الأحلام وقبل تحقيقها بيومان تذهب، لا تبتسم لك إلا بمقابل، مليئة بالصعود والهبوط، بالفرح والحزن، بالعيش والموت، فهي رحلة، طويلة، ومليئة بالأحداث العديدة التي قد تجعلنا نفقد صوابنا ونُغير أفكارنا، فيجب علينا أن ننظر للحياة بشكل أوسع، من حدث واحد، وفرحة واحدة، وفاجعة واحدة.

بكل تأكيد يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق