مأساة السيد مطر| مجد كيال.

****.

في الغد قد يأتي صباح غير غائم.

في الغد قد تأتي شمس مشرقة بحرية.

في الغد قد نجد بحرًا جديدًا، لا يفقد ملوحته، سيكون فارغًا لكل شخص على حِدَة، لن تشعر فيه بالزحام ولا بالوحدة أيضًا.

في الغد سنكتشف وطنًا جديدًا، هي نفس الأرض لكننا لم نعد نشكك في حريتها، هي نفس الأرض بملامح سكانها الأصليين، هي نفس الأرض التي لم ترضى إلا دور البطولة.

صباح مشرق، شمس سعيدة، بحر واسع، وأرض لا تسع إلا الأحباء.

سمة الكتابة، تكرر السرد واقتباس الكلمات، أجرّ خطاي على خطى الكاتب،

ترتب القصة، الروابط، تفاصيلها لعلّها تمسك بسرد وثيق للأحداث، لعلّها توثّق شيئًا. (١)

*الفصل الأول، الولادة.

وحتى بعد الهول الذي ستجده في الحكاية، ستظل متمسكًا بالكلمات، تبحث عن رابط بينها، تجد أكثر من الطرق غير المباشرة، تبحث عن التطر..ف، لتكون أنت سيد الحكاية أكثر من كاتبها.

يعني أمامك السماء، لكنك لا تستطيع الاقتراب منها، ولا عيناك تستطيع أن تلحق غيمةً تمرّ عبر النافذة إن دفعتها الريح مسرعةً في المدى. (٢)

*الفصل الثاني، الطفولة.

ولكن الأرض كانت ضيقة، تضيق علينا حتى تشعر أنك كائن مَنْفيّ لا تنتمي للأرض ولست من أهل السماء، ولو هناك كيان يمكن أن تنتمي إليه سيكون البحر، الموج الأزرق.

طبعًا لن أحكي لك قصةً حكيتها له، ولن أتلو له قصةً تلوتها لك. لكني الوحيدة التي تعرف الرواية كلّها. وما الروايات؟ (٣)

*الفصل الثالث، الورطة.

لن يأبه العالم بحكايتك، إن كنت رجلًا لم يولد، أو عاد من المو/ت في خضم قضية شقَّ على الأحياء حلها.

لن يأبه العالم بحكايتك، حتى لو كنت تنام أثناء السباحة كأنك تريد الغرق، رغم أنك لا تريد الغرق، كنت تبحث عن حوت أزرق يبتلعك.

إنه الغضـ/ب يا سيّدي. كان الغضـ/ب يتحدّث إليّ، عبر الصور، عبر الرائحة، عبر الأصوات، عبر كل شيء، الأشياء يا سيدي كانت تتحدث إليّ، تبوح تارةً، وتصر/خ بي تارةً أخرى. (٤)

*الفصل الرابع، الورطة.

لا أدري كيف يزور الغضـ/ب ذلك الرجل، ذلك الرجل غير موجود، يختفي عن عيون أمه في الشاطئ، يرمي نفسه في عرض البحر، يختفي في بطن الحوت، لا يخرج عن حدوده الزرقاء ثم تنتهي حكايته التي لم تبدأ قط.

#مأساة_السيد_مطر

#ريڤيو_لذيذ

#إسراء_باهي