لا يريد محمود درويش من الحبِّ غير البداية ولا أُريدُ أنا من هذه الرواية غير البداية أيضاً..

البدايات في رواية "مأساة السيّد مطر" ليست سوى نهايات غير معلنة، والولادات ليست إلّا ميتات مؤجّلة. كاتبها الفلسطيني "مجد كيّال" الذي لم يسبق لي أن أسمع عنه يخيط جراح فلسطين المحتّلة النازفة بقلمه وعلى طريقته، فلا يُشبِّه نصّه هذا ببقيّة الآثار الأدبيّة القادمة من هذا البلد الجار، الحافل بالأدب والأدباء. يضمّدها بكلماته القاسية التي تصف مشاهد الجنس بوجهه البشع والمتوحِّش والتي تنقل للقارئ مأساة طفل أو رجل ولد ولم يولد بعد، عاش ولم يعش يوما واحد، نام أياما وليالٍ فوق فراش الخيانة دون أن يغمض له جفن، وأحبّ حتّى قُتِل وقَتَل. لُقِّب ب"السيّد مطر"، فلم يكن سيّداً لقدره ولم ترتوِ روحه بقطرات المطر أو المحبّة. حكاياته مُربِكة كحال الوطن الذي اغترب وهو فوق أرضه وبين ناسه، جميلةٌ من فرط قبحها وسوادها كالطفولة التي حكى عنها، مثيرة للدهشة والشفقة والسخط، مُبكية ومُضحكة. حكاياتُ أحلامٍ أُجْهِضت فصارت ذات يومٍ مجرّد مأساة..

#مأساة_السيد_مطر

#أبجد