ست أرواح تكفي للهو > مراجعات كتاب ست أرواح تكفي للهو > مراجعة إبراهيم عادل

ست أرواح تكفي للهو - دعاء إبراهيم
تحميل الكتاب

ست أرواح تكفي للهو

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

منذ السطور الأولى نحن إزاء بطل إشكالي بالتعريف الذي وضعه الناقد جورج لوكاش، إذ نحن إزاء بطلٍ يحمل عددًا من القيم والأفكار والمشاعر الخاصة به، ويواجه المجتمع بمفرده، لا يتمكن من فرض سيطرته على أحد، ويضيع وسط جماعته، حتى أمام زوجته التي أحبها في يوم من الأيام، تنقسم حياته بين الخوف من جريمة ليس متأكدًا من ارتكابها، وشعوره بأن هناك من يراقبه، وهناك من يضطهده باستمرار، ذلك الشعور الذي يصل به إلى مستشفى المجانين!

نتعرف في الرواية أيضًا على أشياء ذات صلة وثيقة ببطل الرواية (الذي لا نعرف له اسمًا) ويبدو أنها قادرة على التأثير والفعل والحركة، حتى أن الكاتبة تفرد لها فصولاً خاصة، بل وتسلمها دفة الحكي والرواية، لتكشف لنا جوانب أخرى من عالمها الخاص في البداية، وما يتقاطع بعد ذلك بين عالمها وعالم البطل، فالعصا تتكلم وتحكي حكايتها، وكذلك المرآة تمسك زمام المبادرة وتحكي لتعكس لنا حقيقة بعض شخصيات الرواية باقتدار، كما يظهر الظل بين حينٍ وآخر ليحكي أيضًا ويسرد جزءًا من التفاصيل، ولعل الجدير بالملاحظة في سرد الكاتبة لعوالم هذه الأشياء أنها تأخذ من شخصية بطل الرواية، فهي أشياء لا تملك قدرةً على التأثير والتغيير بمفردها، بل تستجيب رغمًا عنها لكل ما يفعلونه بها!

تقنيات سردية شيقة

من جهةٍ أخرى يعكس البطل وتلك الأشياء المختارة بعناية لكي تعبر ناصية السرد وتحكي لنا تفاصيل الحكاية حالة الاستلاب التي تعبر عنها الكاتبة باقتدار، والتي تهيمن على تفاصيل عالم الرواية بالكامل، وقدرتها على تصوير ذلك العالم السوداوي الذي يتأرجح بين تفاصيل واقعية عديدة وبين عالم الهلاوس والفانتازيا، وقد استعانت الكاتبة على ذلك بتقسيم الرواية إلى 27 فصلاً قصيرًا مرقمة يحمل كل فصلٍ منها عنوانًا خاصًا، وقد يبدو أنها في ذلك تستعين بتقنيات المتتالية القصصيّة التي تمكنها من تجميع شتات حكايات مختلفة ونسجها في رواية/عملٍ واحد.

لا أدري سوى أن حكايتي باتت خطيرة، لا أتذكر الآن من الذي ربطني على قطعة حديد ببعض الحبال ليستقيم عودي، ولا كيف وقعت في يد شيخٍ استخدمني لتخويف الأطفال في الكتّاب؟ انتقمت من هؤلاء الأوغاد وعلمتهم كيف يتسلقون كالقرود! أحببت صوت بكائهم حين يتلجلجون بالآيات، أهمس في أذن شيخي: انظر لم يحفظوها جيدًا، وحدًا لله أنه كان أبله مثل هذا المعتوه الذي يصر أن أحكي له حكاية قبل النوم: كان ياما كان في سالف العصر والأوان، كان هناك عصا تعيش فترة المراهقة في يد مدرس الجغرافيا الذي لم يكن يعرف شيئًا عن العالم.

...........................

من مقالي عنها على إضاءات

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق