أن تسير بين شريطين متوازيين محاولا محازاة كلاهما، دون أن تدرك أنك حين تحازي ستتناسى الآخر لكنك لن تفقد محازاته في النهاية. تشتت نفسك في محازاة لشريط ثم تستدرك نفسك سريعًا مصروعًا لتحازي الآخر الذي نسيته، رغم أنك في النهاية إن حازيت أحدهما حازيت الآخر بالتبعية، بل لو أنك تركت نفسك للسير بعيدًا عن كلا الشريطين محافظًا على انتصافك بينهما ستوازي كلاهما يقينًا.
عبير مشتتة بين حياتها هي، أحلامها، طموحها، زواجها، وبين الحياة السياسية والتقلبات في الأجواء العامة المحيطة.
تارة توازي أحلامها، ثم تارة تحاول موازة سياسة البلاد. وتارات تحاول جعل الخطين المتوازيين يلتقيان فتفشل بالتبعية.
عبير هي نسخة أغلب البنات، تتخرج وتنتظر الزوج، تضع شروطًا ثم تتنازل عنها واحدة تلو أخرى علّها تنجو بعريس في النهاية.
ترى الدنيا تسير من حولها، وكل من كانوا معها على ذات الطريق سبقوها، وصلوا محطاتهم بل وبدأوا يترقوا من درجة ثالثة لثانية فأولى وهي ما زالت تحاول التماسك بظهر القطار حتى لا تسقط وتُنسى.
فتاة ٢٨ سنة صار لقبها عانس، لا تستهجن كونها زوجة ثانية لمجرد رغبة رجل في الانجاب. وغيرها من التنازلات التي سبقت والتي تلت.
أوجعني قلبي عليها، وددت لو أضمها وأخبرها أنها جوهرة، وأن اللؤلؤ الأسود كان بخس السعر لوجوده في أماكن بعيدة مهجورة، ثم اكتسب مكانته وسعره حين عرض بين صفوف الماس واللؤلؤ الأبيض وكل ما غلى ثمنه.
عبير أنت لست سيئة، ولا دميمة، أنت فقط كان نصيبك من الدنيا في وجعك. لا أبحث عن عوض، أو عدالة.. لإن الدنيا دنيا لا عدالة فيها، لكن تأكدي أنك رابحة حتى لو -لا أنت ولا أنا- رأينا موضع الربح.
الحادثة متعاقبة تحفز المرء على القراءة دون ملل، لكن تشتت بين ماض وحاضر جعلني ارتبك في عدة مواضع واتشتت بلا داع مفقدًا تتابع الأحداث في سهولة.
لم يلعب الكاتب الفلاش باك باحترافية.
احتمالية كونها قصة حقيقية لم يغب عن بالي. أتمنى لعبير الحقيقية راحة البال.