مخيلة قاتل > مراجعات رواية مخيلة قاتل > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

مخيلة قاتل - خوان رينخيل, حسن بوتكى
تحميل الكتاب

مخيلة قاتل

تأليف (تأليف) (ترجمة) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

"في مثل هذه الأوقات، عندما يُصبح قلبي الحساس عضلة قادرة على امتصاص موجات غير مفهومة من الألم، تكون الأشياء، التي تُشعرني أنني في مأمن من هجمات الوحدة، قليلة جداً."

السيد. م.ي. قاتل مأجور، يدفع له الناس ليقتل! -ظنتتُ هذا واضحاً- ولكن، لا تتخيل أن هذا القاتل قرأت عنه من قبل، أو شاهدت مثله، فمثلأ لو تكلمنا عن صحته وعافيته؛ لقُلت لك أنه مليء بالأمراض حتى عنقه، هو نفسه يتوقع أن يموت بعد يومان لا أكثر، ولكنه سيؤدي واجبه حتى آخر نفس يُخرجه حتى لو كان نفساً مُتحشرجاً يُفتت رئتيه، وقصبته الهوائية، هو كانطي! ولن يتورع أن يُنفذ آخر مهامه بسبب حجج تافهة كأنه مُعرض لأن يسقط ميتاً في أي لحظة!

السيد. م.ي. الذي يسكن بمدريد، وهو أرجنتيني الأصل، هو جاذب للأمراض النادرة، وكأن الأمراض النادرة تجمعت في مؤتمر الأمراض النادرة، وقالت بما إن قد تجمعنا اليوم، فلنحتفل ولنُصيب شخصاً واحداً، وكان هذا الشخص بالطبع هو السيد. م.ي. ذو القدم الضخمة، والحساسية من اللاتكس اللعين، واللعثمة في لهجته، والكثير من الأمراض الأخرى التي ستتعجب أنه كيف صمد حياً كُل تلك الفترة؟ كيف لا يزال حياً حتى الآن. كنت أريد أن اصرخ واخبره، فقط استرح، لقد شعرت بأزمة في التنفس بسببك، ضاق خُلقي وروحي، إذا كان لا بد أن تقتل المدعو "إدواردو بلاستين" فدعه لي، وسأقوم بالباقي، فقط استرخي قليلاً، لماذا لا تتجه إلى أي مصيف به شاطئ، وتنظر إلى السماء وتموت في سلام؟ طبعاً سينظر لي بوجه ذو ملامح ثابتة، لأن عنده مرض لعين يجعله لا يتحكم في أي عضلات وجهه من الجفون إلى الحواجب إلى الشفاه، وسيقول لي: "لأنني كانطي يا أحمق."

"هذا ما أرغب فيه أنا، أن لا تؤثر علي الأشياء. أن أستطيع العيش في استقلال حقيقي عن الظروف والحوادث. مثلك أنت. بعيداً عن الخير والشر. أنا إنسان، زيادة عن اللزوم."

ويتخلل السرد لحكاية السيد. م.ي. حكايات لكُتاب آخرين، مثل كانط وإدجار الآن بو، وبروست، وغيرهم. حكايات كان الهدف منها الربط الأساسي بحكايتنا الأساسية، عن المرض والموت، وفكرة الأمراض الغريبة -وقتها- التي مر بها أولئك الكُتاب، وتوفي أغلبهم بسببها.

ولكن المُميز عند الكاتب، هو السخرية، الكاتب ساخر وفُكاهي، يستطيع أن يمزج المواقف الجدية، بهزل يجعلك تضحك فعلاً، عندما كان يُفكر السيد. م. ي. في المخرج الذي سينفذ منه عند قتله لـ"بلاستين"، تستطيع أن تستشف السخرية المريرة بين السطور، في الطُرق التي يُمكنك أن تجعلك قاتلاً، ولن تُحاسب، الرفاهية التي صاحبت قتل إنسان بالخطأ أو بدون قصد، إلخ.

وستشعر أنك تمر بموقف جدي، السيد. م. ي. يُجاهد ليعيش ساعة أخرى ليقتل، وتلك المحاولات وما صاحبتها من كوميديا، رُبما تكون سوداء، ولكنها فعلاً ساخرة، وذلك ما جعل الرواية مُمتعة وتحمل السخرية في أغلب أحداثها.

السيد. م. ي. رغم أنه قاتل مأجور، ولكنه كانطي الهوى، وذو أخلاق عالية، فعندما ستحين له فرصة قنص فريسته، ليُنهي تلك المهمة اللعينة، ولكن لم تتوفر في تلك الفُرصة شرط الأمانة والشفافية، لم يقتله. أعتقد أننا في حاجة للكثيرين مثل السيد. م. ي. ألا تعتقد ذلك معي؟

إذا رغبت في تجربة مُختلفة، مُمتعة، ساخرة، وبالتأكيد تحمل لغة جيدة وترجمة جيدة، فبكل تأكيد هذه ضالتك يا صديقي.

يُنصح بها.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق