#قراءات_٢٠٢١
#الكتاب_الثامن_والسبعون
رواية السندباد الأعمى أطلس البحر و الحرب للكاتبة بثينة العيسى.
من إصدار منشورات تكوين.
السندباد الأعمى ... و السؤال الأصعب هل ما نراه هو حقًا ما حدث؟
للحقيقه ألف وجه و للحديث مائه تفسير كلٌ منا هو رد فعل لما رأي من الحدث.
الحدث جريمة قتل يستحق مرتكبها العقاب ، لكنها جريمة شرف إذن فالقتل مبرر و لتكن العقوبة ثلاث سنوات حبس !!!
نواف ... الزوج العليل المصدوم المتألم من يستحق الدعم والكثير الكثير من كلمه رجل ، أخذ قصاصه و إن كان ناقصًا ... فهل أحس بالراحة أم تحول لمسخ بارد متلاشي في الحياة؟
( تساءل ما الذي عليه فعله لكي يعود إلى الاكتراث ، ليس بشأن ابنته فقط ، بل و السياسة ايضاً. لقد انتزعت حقيقته منه تقريباً ، حتى وجد نفسه طافيًا خارج السياقات العام منها و الشخصي ايضاً )
نادية ... الزوجة الآثمة الخائنة من تستحق القتل ... لكن ربما يكون هناك مبرر لما فعلت ، فهي لم تُحب قط ، لم يحبها زوجها كما أرادت كانت مرئية لكنها غير مسموعة ، لا أحد يعرفها على حقيقتها و لا حتى هي. فهل تكون استعادة المرء لحقه في الحقيقه و الحياة خيانة؟ و هل تصلح الخيانة كوجه آخر للمقاومة؟
( لقد زج بها الرجل الذي تحبه في حياة لن يقدر على منحه لها و سمي الأمر بطولة )
( لقد حافظا على صورة مخادعة للسعادة ؛ ناديه و نواف كادا يُخدعان بها ايضاً و قد خدعونا جميعًا ربما لم يحبها نواف فعلاً لكنه غير مدرك للأمر. )
عامر ... الصديق المحب الخائن ... الحبيب الأول المتظاهر بعدم الحب ثم المشجع و الشاهد على الزواج ، يمسك العود ليغني حكايته غير المنطوقة عن الحبيبة و عن صعوبه الحصول عليها. يرى نفسه بطلًا حتى ضعُفت نفسه و وقع المحظور ... لكنه عاش وكانت الخطيئة كلها من نصيب نادية.
( لقد رأته قبل أيام ، رأته كله ، رأت الذنب الذي لا يغتفر ، لطخة الظلام في البؤبؤين الجريحين. وصمة الخزي القاني ، الندم الفاقع. )
( وجه عامر هو أرشيفًا لا نهائيا للخسائر.)
مناير ... الابنة الورطة كما يراها الأب ، أو بالأحرى الابنة الشفافة كما ترى نفسها .... اختفت أمها من حياتها فجأه دون أن تحصل على تفسير فالجميع آثر الصمت ، فستكبر و تنسى ... نعم كلنا ننسى ، غاب الأب و عاد دون تفسير ايضاً ، اختفت حياتها الماضية كأنها لم تكن ، كشخص استيقظ من حياته ليجد انها كانت محض تزوير و كأنها لم تكن موجودة اصلًا.
فلتتعايش و لتسعي لتنال اهتمام ابوها و لتكن جديرة بحبه ، ربما تكون اعتذارًا له علي خطأ لم ترتكبه ... فهل نجحت أم ظلت متجاهلة غير مرئية تماماً طوال الوقت وكأنها صاحبة الذنب؟
( مناير أم قلب لكنها في الحقيقة بلا قلب ، تجوب العالم بصدر مجوف لو طرقت على سطحه ستسمع في رجع الاصداء فصاحة الفراغ )
استغرقت ثلاثون عامًا لتكون قادرة على مواجهة أبيها ، تريد منه اعترافًا ندمًا ، انتهاءًا للتظاهر بأننا لا نعرف الحقيقة و أنه ما من شئٍ قد حدث لكن من جديد ليس ثمة نهاية.
فواز ... ابن عم مناير رفيق الطفولة و زوج المستقبل ، من حاول طوال حياته ترميم ما بداخلها من دمار ، أحبها أم أشفق عليها ؟ أحبته أم لا يوجد غيره يقبل بها ؟ هل نجح في رأب الصدع داخلها أم زاد فراغ روحها و قلبها؟
( ان من حق الضحية ان تحصل على صك الشرعية لألمها ، أن تقول هذا ما حدث لي و هذا ما أنا عليه )
في خلفية الأحداث نرى الصدع الأكبر والخيانة الأكبر ، ليكون يوم ذكرى مرور عام على الحدث الأساسي بالرواية هي ليلة احتلال العراق للكويت و ما تحمله شهور الاحتلال من أثر خفي علي شخصيات و أحداث العمل.
عمل كُتب بسلاسة و نعومة فياضة سرد مختلف ننتهي منه و لا تنتهي بداخلنا التساؤلات ... من يستحق اللوم؟ و هل للخيانة مبرر كما للقتل؟ هل الخيانة واحدة كنت رجلًا أم امراة؟ و لماذا دائماً يدفع الأبناء ثمن أخطاء الآباء؟
( كلنا نعرف حقيقة ما حدث ، و نتظاهر بأننا لا نفعل )
قراءة اولي للكاتبة و بالتأكيد لن تكون الأخيرة.
سعدت بقراءة العمل علي تطبيق Abjjad | أبجد و الاستفادة بمميزاته من تغيير شكل و حجم الخط و التظليل و مشاركة الاقتباسات.
#ريفيوهات_مكتبة_وهبان
#االسندباد_الأعمى
#تجربتي_مع_أبجد