قارئة القطار > مراجعات رواية قارئة القطار > مراجعة إبراهيم عادل

قارئة القطار - إبراهيم فرغلي
تحميل الكتاب

قارئة القطار

تأليف (تأليف) 3.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

منذ السطور الأولى أيضاً سيكون القارئ مأخوذاً بتتابُع المَشاهد والمواقف، وملاحقة الأحداث الغريبة التي يضع البطل نفسه فيها، لكن ذلك العالم الغريب والغامض لن يتكشَّفَ له بسهولةٍ، بل يبدو أنَّهُ الفَخُّ الذي يستدْرِجُ به الكاتبُ القارئَ لحكايَتِهِ وعالَمِهِ، ذلك أن الأمر ليس مقتَصِراً على رحلةٍ ومسافرٍ في قطارٍ غريبٍ، بل هو بحْثٌ أكثر غرابةً وثراءً وعمقاً في النفس الإنسانية، وعلاقاتها بما ومن حولها، سواءٌ كان ذلك من خلال قارئةٍ عاريةٍ تمنح القطار/الرحلة وقودَهُ كي يستمر في المسير ولا يتوقف، أو في الشخصيات التي سيكتشفها البطل في هذه الرحلة الغريبة، بين من يظهر منهم ومن ويختفي، ومن يُواصِل معه الحكاية والرحلة، ومن يكشف له عن ماضيه الذي يبدو هارباً منه بنفس سرعة ذلك القطار!

ما إن تبدأ تلك الرحلة، ونتعرَّف على القطار وركّابِهِ حتى نعرف الجزء الأول من عالم الرواية الذي يبدو فانتازيّاً بدرجةٍ كبيرةٍ، فنحن إزاء قطارٍ مختلفٍ عمّا نعْرِفُهُ من قطارات الدنيا، قطار فيه قارئة عارية، تقرأ حكايةً من كتابٍ ما، وعربة حفلٍ فيها أشخاصٌ ذوو طبيعةٍ غريبةٍ لا ينتظرون توقُّف القطار، بل يعرفون أنه لن يتوقف، يستمر القطار في سَيْرِهِ، بدون وجهةٍ ولا هدفٍ، شيئاً فشيئاً نتعرَّف على تفاصيل أخرى لهذا العالم بين الذكريات والأحلام والأوهام.

إذن، حكايةٌ أخرى موازيةٌ، ذات تفاصيل واقعية، تبدأ بفرْضِ نفسِها بشكلٍ تدريجيٍّ وذكيٍّ وبسيط، مقطعٌ يلي مقطعاً، حتى يجد القارئ نفسَهُ متورِّطاً في الحكاية وتفاصيل ذلك الآخر، ورحلته العجيبة، بل ومغامرته هو وفتاتِهِ لكي ينجُوَا من موتٍ محقَّقٍ، وكيف يهربان، ويسخِّرُ لهما القَدَرُ الظروفَ والأشخاص، بل والحيوانات، لكي تَتِمَّ لهما النجاة، ويتمكّن "محمود الوهم" -بكل ما يحمله الاسم من مفارقة- من النجاة، ولكن أيّ نجاة؟!

في القسم الثاني من الرواية -بعد 100 صفحة تقريباً- ينسج الكاتب فصولَ حكايَتِهِ الواقعية الموازية لعالم القطار بذكاءٍ، محافِظاً على توتُّر الأحداث وتلاحُقِها، إذ نبدأ في التعرُّف على ماضي الراوي/البطل وحكايته العجيبة في نجاتِهِ من الموت بعد أن دَفَنَتْهُ جدَّتُهُ، وكيف خرج لي من قبْرِهِ ليخرج في رحلةٍ إلى الشمال هرباً من القرية التي ظَلَمَتْهُ، رحلة طويلة مختلفة تماماً يقطَعُها الراوي بمواصلة حكاية القطار وما يدور فيه، ولكن تظل هي الأساس والعمدة في السرد، وتجذب انتباه القارئ أكثر بشخصية الشّاب وتجربته في العمل في المحروسة، وإذا به ينتقل بنا نقلةً تاريخيةً إلى مصر أيام الاحتلال الإنجليزي، فيلْقَى صاحبه عرابي ويوَدُّ لو كان مشاركاً للثوار، ويتعرَّف على فاطمة التي خَرَجَتْ معه في رحلَتِهِ بمصادفةٍ أخرى، ويتورَّط في حكايتها ومشكلاتها. ويسعى في الوقت نفسه لكي يجد خلاصَهُ الخاص.

......................................

من مقالي عنها على منصة الاستقلال

****

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق