في مجموعته القصصية "أرض البرتقال الحزين" ينكأ "غسان كنفاني" جراحاً لا تُشفى، جراحاً مفتوحة تسيل منها الدماء، أحياناً من تعودنا على الألم ننسى أن الجراح موجودة، ولكننا نتذكره عندما ننظر عليه، أو يكون الألم جديداً، وشديداً، لا يُمكن أن نطيقه!
كيف يُمكننا أن نعيش بهذا الجرح؟ جرح لا نجد له دواءاً، لماذا نترك الفلسطينيين يلاقوا كُل ذلك؟ هل ماتت فينا النخوة؟ هل الحكومات السبب؟ هل هو اختبار آلهي ليصطفيهم الله لجنته؟ لأنهم أنقى أن تلوثهم الدُنيا؟
صدقني لا أعرف!
ولكنني أبكيهم في كُل حرف، وكُل كلمة، أبكيهم وأشعر بهم.
وأدعو، حيث لا سبيل أملكه إلا الدعوة!
أنصرهم يا الله، وثبتهم.
ثبت أرجلهم ومن قبلها أفئدتهم، تلك الحيرة المُتمثلة فهل نبقى في أرضنا؟ أرض البرتقال الحزين.. أو نذهب خارجها.. لماذا نُعاني؟ إذا كانت العشرة سنوات التي نمتلكها من الستين نُريد أن نعيشها في طمأنينة.. لماذا نمد جذورنا في الأرض إذاً؟
ولكنهم يبقون.. مقابل كُل شخص يُغادر، هناك مائة يُناضلون، بالحجارة فقط!
هؤلاء هم الرجال حقاً، والنساء هُناك هم أصحاب القضايا المؤثرة والمهمة.. هؤلاء هم من يستحقون أن نُسلط كُل الأضواء عليهم.. يختبرهم الله كُل يوم، وما زالوا ينجحون ببسالة واستحقاق.. لن يخرجوا من أرضهم، سيبقوا حتى لو تبقى فقط تُرابها..
كُتب على الفلسطيني المُعاناة، ولكنه أيضاً كُتب عليه أن يعلمنا كيفية النضال والمُثابرة..
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.