شوق الدرويش > مراجعات رواية شوق الدرويش > مراجعة Rudina K Yasin

شوق الدرويش - حمور زيادة
تحميل الكتاب

شوق الدرويش

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

الكتاب رقم 21/2022

الرواية: شوق الدرويش

التصنيف: تاريخي

الكاتب: حمور زيادة

“لقد عشت حيوات كثيرة يا حواء. أكثر مما أتحمله. ربما ما عشت طويلا. لكني عشت كثيرا. وما وجدت حياة أحلى من التي كانت أنتِ. فقط لو أنك أحببتني! لكنى لا ألومك. لقد تعلمت في حياة عشتها أن الحب كالقدر. لا تملك من امره شيئا

ما أضعف ابن آدم، كلما تداركته ألطاف الله الخفية للمعالي ناداه قلبه الى الدنيا وزخرفها.

. في اللحظة التى يدرك فيها الانسان كل شيء يعلم انها لحظة الموت، كتلك الرؤى الغيبية التي تجتاح الغريق وهو يلفظ مع النهر انفاسه. في لحظة الموت، الحقيقة، لأتعود هناك اي اوهام، ولا تشوش عليك الامنيات. أنك ترى كل شيء كما هو، لاكما تتمناه.

# حمور زيادة: الكاتب السوداني المدون يوجد له بعض المدونات التي تختص بتاريخ وبيئة السودان من مواليد ام درمان العاصمة الاقتصادية للسودان مقيم حاليا في القاهرة بعد ان هرب من السودان له العديد من الروايات لم اقرا له سوى شوق الدرويش التي حازت على جائزة البوكر العربية عام 2014 وقد صدرت الطبعة الأولى منها عام 2011 وتقع في 460 صفحة من اصدار دار العين للنشر والتوزيع.

# تاريخ الرواية

المهدي او مهدي الله قائد الثورة السودانية الذي انتصر على المصريون والترك والانجليز وحقق العدالة لأبناء شعبه ليأتي الخليفة الذي بعده ويدمر ما بنى لتبدأ الفترة الثنائية في السودان وهي فترة الحكم المصري والانجليزي للسودان.

عانى الشعب السوداني من حكم محمد علي حيث عمل على احتقارهم بسبب اللون وحملهم ما لا يطيقون في فترة مهمة من فترات التحرر محمد عبده في مصر والحركات السنوسية في الجزائر وغيرها لتاتي الثورة المهدية بقيادة محمد احمد المهدي من 1843 – 1885 الذي حقق الامن والانتصار وحكم البلاد بالعدل ليموت في عام 1885 بعد ان فتح الخرطوم ليخلفه عبد الله التعايشي ود تورشين ، و في عهده تقع أغلب أحداث الرواية .حكم التعايشي البلاد و كان سجن الساير و العبودية و الأسرى الأجانب و السبي و الحروب التي لا تتوقف ، مظاهر على دولة لا دولة فيها

استمرت هذه الخلافة من 1885 إلى عام 1899 بانتصار الانجليز في معركة كرري (أو أم درمان) التي عرف السودانيون فيها أن الحربة والفرس والشجاعة لا تضاهي مدفع المكسيم الإنجليزي (كما ذكر ذلك ونستون تشرتشل في كتابه حرب النهر) وقتل الخليفة في معركة ام دبيكرات. لتنتهي الحقبة المهدية ويبدأ الحكم الثنائي الإنجليزي المصري حتى الاستقلال عام 1956 والتقسيم الأخير إلى السودان وجنوب السودان 2011.

# ام درمان

العاصمة الاقتصادية بلد الكاتب كانت في تلك الحقبة تتكون من خليط من كل الأعراق والقبائل الموجودة في السودان، حيث وجد و فيها مصريون، وهنود، وعرب من مكة، وسوريون، وأغاريق (يونانيون)، وإيطاليون، وأتراك، وإثيوبيون، وآكلو لحوم بشرية من قبيلتي نيام ، بينما تتراوح سحن الناس وألوانهم في أم درمان ما بين اللون الأسود الداكن إلى الأقل دكنة حتى نصل للون الأبيض.وكان منتسبو كل عرق من الأعراق في أم درمان يقطنون في الغالب في حيهم الخاص، لافتاً إلى أنه يصعب التداخل والتصاهر بين الأعراق المختلفة، وهذا ما يعيدنا إلى حكاية بخيت وحواء (ثيودورا)، كما تتعدد كذلك الألسن واللهجات التي تتحدث بها تلك المجموعات السكانية المختلفة، غير أن لغتهم المشتركة التي يفهمونها ويتحدثون بها جميعاً هي العربية، والتي كان لها طابع مقدس ورسمي كذلك، فحسب روزيقونولي، كان أتباع المهدي يقولون إن آدم وحواء كانا يتحدثان العربية، وإنها لغة أهل الجنة، حيث لا توجد هنالك لغة أخرى، فالرواية كشفت عن علاقة الغرب بالشرق، والعكس، في إطار الثقافات المتداخلة في السودان.

شخصيات الرواية

"كل شوق يسكن باللقاء لا يعول عليه" من اقوال ابن عربي كانت أولى صفحات الكتاب واولى الكلمات وصورة الغلاف هي لشخصيات أوروبية بلباس سوداني ربما أراد الكاتب التأكيد على تلك الفترة التبشيرية فحبيبة بخيت منديل الذي قتل وهو يأخذ بالثأر ممن قتلها ثيودورا او حواء هي تابعة لمدرسة تبشيرية تم القضاء عليها من قبل الثوار وبيعت ثيودورا كعبدة.

قصة حب

صفحات الرواية سردت تاريخ السودان من خلال قصة حبٍ جعلت القارئ في حيرة هل يقرا رواية حب ام احداث مهمة من تاريخ السودان وهذا يحسب على الكاتب فالحروب يكتبها المحاربون وقصص العشق يكتبها العاشقون حصلت حروب كثيرة من اجل العشق لكني لم اجدها في الرواية الا من خلال حرب بخيت العاشق الذي أحب فتاة يونانية

عبد أسود حالم بالحرية من جبال غرب السودان، سُرِق و بيع في سوق النخاسة ليتناوب على اقتنائه اوروبي و تركي ، و ينتهي به الحال حراً ليحارب في جيش المهدي ، و يؤسر و يباع عبداً بعد معركة توشكي فيتركه سيده بعد فترة حراً طليقاً ، فيرجع حراً إلى أم درمان عاصمة الخلافة ، و هناك يقع في حب جارية بيضاء من سبايا المهدية من الحملة التبشيرية اليونانية ، اسمها ثيودورا أو حواء كما سماها مالكها لاحقاً ، و تقتل ثيودورا خلال محاولتها الهروب من السودان ، و يقوم بخيت بحملة طويلة خلال الرحلة بعد 7 سنوات من السجن في الساير، بالاقتصاص من الأشخاص الستة الذين تسببوا في قتلها ، فيصطدم قدره بالحسن الجرجاوي الصوفي ، الذي ترك حبه و زوجته فاطمة ليلتحق بجيش المهدي ، و ينتهي به الأمر في خدمة التاجر الانتهازي إبراهيم ود الشواك . وابراهيم أحد المتسببين في مقتل ثيودورا، ويقتله بخيت ثأراً لها لكن الحسن يلحق به، ويسمع قصته التي يقف مصيرها عند نهاية مفتوحة قبل الخرطوم بقليل فلا قائمة بخيت انتهت فقد بقي يونس ود جابر الذي خدع ثيودورا) ولا الحسن عاد لفاطمة؛ التي يبقى مصيرها مجهولاً بعد أن قتل المهدية أباها الذي لم يقبل الإيمان بالخليفة، إن الوقوف عند الخرطوم مفتوح فلم يسلمه الحسن للقتل ولا هو تركه و لكن بخيت منديل العاشق يريد لقاء محبوبته ثيودورا لذلك يختار الموت مشنوقا فهو ذاهب الى شوقه الى حواء.

راي قارئ

الرواية جيدة وجميلة ناقشت حقبة مهمة لولا الدمج فانت لا تعرف هل تقرا بالتاريخ فتبحر فيه ام تتجه للعشق والثار فهي خليط مبهم فالحبكة الروائية بديعه وملكه كبيره في التصوير وربط رائع بحقبه زمنيه متقلبه وقضايا منسية من تاريخ السودان .

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق