رواية مفعمة بالحياة،جعلتني فيها الكاتبة أخوض مراحل عمر الانسان واتغلغل في تفاصيله، رواية باولا هي سيرة ذاتية تخبرنا فيها الكاتبة عن تاريخ عائلتها العريق وعن حياتها بعبارات مسترسلة ودون ابتذال محاولة أن تحفظ جزءا من ذاكرة ابنتها ،تلك الذاكرة التي أقامت ماضيها وكانت لتشكل مستقبلها لو أنها بقيت على قيد الحياة.
وأكثر ما شد انتباهي في الكاتبة أنها جريئة الطرح لم تنقل لنا صورا مشوهة عن حياتها وذكرياتها إنما نقلت الأحداث بكل مافيها من أخطاء ومآسي أكثر من لحظات حلوة ومبهجة،وصفت لنا جزءا على قدر عظيم من الأهمية من تاريخ التشيلي وكذلك دول أمريكا اللاتينية والأهم من ذلك أنها استطاعت في هذه الرواية أن تبرز بشكل أساسي كينونة الإنسان وماهية حياته وحتمية الموت بالنسبة إليه وأثارت العديد من التساؤلات من خلال تناقضاتها ،مغامراتها،غرامياتها ووطنيتها ،وبينت دور المرأة وكذلك معاناتها في الحياة،الابنة والاخت والحفيدة والزوجة والعشيقة والطليقة والجدة والام والحماة والمراة العاملة ،كلها ادوارجسدتها ايزابيل في حياتها واضافت الكثير لمسيرتها.