صدرت عن الدار العربية للعلوم رواية حمام الدار للكاتب الكويتي سعود السنعوسي وتقع في182صفحة

.

يطرق فيها المؤلف تجربة مغايره عن رواياته السابقة ويخوض غمار مغامرة سردية يضعنا بين قصتين

الأولى (نص لقيط ) عن الكاتب الذي يعاني من عدم اكماله مشاريعه الكتابية ويسعى لاستنطاقشخصياته .

والثانية عن عزرال الكهل الذي يعيش حياة عجيبة ويتلهي بامور قد تبدو تافهة كان يراقب حمامة او يكتب مذكراته .

قد تبدو القصة رتيبة مملة قليلا في بدايتها تختبر صبر القارىء ولكنها بعد التوغل فيها نشعر بالتقاط المعاني وتكشف الغموض .عزرال مطارد بوجيعة الفقدبعد ان حرمته طليقته من رؤية ولديه التوام .

يظل يراقب فيروز الحمامة الرمادية المطوق عنقها بالفيروزي التي ترقد على الدكة .

وتكون عوداته للوراء مقننة للكشف عن بعض خبايا الشخصيات ليتذكر قسوة والده ونصائحه وحبه للحمامات وبصيرة السيدة العجوز العمياء الحكيمة رغم بشاعة منظرها وفعالها لكنها تنطق بالحقيقة دائما .

(حمام الدار لايغيب وافعي الدار لاتخون )

وبالفعل مرت الافعي بجوار فرخي الحمام ولم تمسهما

وظل الطفل يترقب عودة رحال وزينة .

ونلمح في الرواية استلهاما لقصص الجدات المأثورة عن البئر وعن الافعي الطيبة

واجاد الراوي توظيف الثنائيات المتناقضة

فوجدنا بصيرة الفظة الحكيمة والوالد القاسي والناصح

ورغم قسوة الوالد الاانه كان معلما ارادابنه شجاعا فعلمه السباحة ولكن الوالد مات مخلفا الما في صدر عزرال .

واراده قويا في مواجهة نكبات الايام والفقد

وفي قصة الكاتب نري حديث عن تجربة الكتابة بكل طقوسها ومعاناة الكاتب في اصطياد الأفكار ومرورة بفترات حبسة وامتناع عن الكتابة وحيله للقبض على اللحظة الإبداعية ليستمر في الوصول لحوار مع الشخصيات .

ويجسد مراوغة هذه اللحظة وضبابيتها وصفها حين يكتب عن شيء لايعرفه ولكن حافزالكتابة يدفعه للاستمرار .

ويتضح في هذا القسم لغة الكاتب واهتمامه بالتنسيق واللغة والصور .

لكن شخصية عزرال اخذتنا لعالم مختلف يكسر الجمود بالحياة ويعيدينا الي الطفولة والمذكرات التي كتبها وصباحاته التي تعطتنا إضاءات عن حياته السابقة وشخصية والده .

الرواية قد تكون مرهقة بقراءتها وفيها بعض الغموض النسبي ولكن مع التوغل بالقراءة تتضح الأحجية وتنكشف الأجوبة .

نهى رجب 🖋