رواية قصة مدينتين

للروائي الإنجليزي تشرلز ديكنز

عدد صفحات الرواية 526 عن دار العلم للملايين ترجمة منير بعلبكي

يعتبر تشارلز ديكنز من اعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري , عاش ديكنز طفولة قاسية حيث انه كان يعمل أعمال شاقة لمساعدة امه في إعالة العائلة المكونة من ثمانية أطفال بعدما سجن والده لتراكم الديون عليه، وكان يرى أثر هذه الطفولة القاسية في أعماله.

قصة مدينتين قصة تدور أحداثها بين لندن في إنجلترا وباريس في فرنسا , تبدأ الرواية قبل الثورة الفرنسية بقليل يصف فيها ديكنز جبروت الطبقة الأرستقراطية حيث كانت الطبقية مخيفة بشكل رهيب في فرنسا في ذلك الوقت وكان الأرستقراطيين يعاملون طبقة العمال بانهم حشرات لا إنسانية فيهم فيذكر انه في احد الأوقات تظلم احد العمال لإقطاعي منطقتهم بانهم جوعى ولا يملكون المال لشراء الطعام بسبب الضرائب العالية فأمرهم بأن يأكلوا العشب كالبهائم فهم في نفس المستوى.

وبينما الكاتب يصف حال باريس السيئة ينتقل إلى لندن ليصف حالها بأنها ورغم استقرارها مقارنة بفرنسا تعاني من سرقات وخوف دائم من قطاع الطرق والسلطة الدينية التي يتعكز عليها الحاكم.

وينتقل ديكنز ليسرد قصة أبطال الرواية فمنهم من قضى 18 عاما في سجن الباستيل ظلما وبهتانا ليخرج من السجن غائب العقل وفتاة تظن أنها يتيمة لتجد أن لها أبا أخفى أثره لحمايتها وشابٌ أرستقراطي يهرب من لقبه ومن ظلم طبقته للشعب ليعيش فقيرا من عمل جبينه على ألا يكون له يد في جبروت عائلته ضد المستضعفين.

تتشابك طرقهم لينتهوا جميعا في وسط باريس عند سجل الباستيل الشهير يواجهون الكثير من المتاعب.

ويوجه الكاتب نظر القارء خلال هذه الأحداث كيف أن طبقة العمال عندما بدأت الثورة الفرنسية تحولوا لوحوش وهذا ليس لأنهم بلا أخلاق أو لانهم ظالمين , لكن ما عاشوه من الظلم بدا لهم وكأنه دافع حق مكتسب ليذيقوا من أذاقهم العذاب أضعاف مضاعفة منه.

وهنا نجده يصور كيف أن الثورة لو كانت بلا تنظيم وبدون أهداف واضحة وقيادة صحيحة ستكون باطلة لتنتهي كشيء شاذ سيئ أسوأ من ظلم الأرستقراطيين ويجب إبادتها وإنهائها وتفقد شرعيتها وقصدها النبيل.

رواية جميلة تعطيك نظرة عن ذاك العصر وما كان يعانيه الناس من الكلاسيكيات الرائعة

انصح بها

#Aseel_Reviews