الناجي الأخير

للكاتب الأمريكي تشاك بولانيك

عدد صفحات الرواية 338 عن منشورات الرمل – مصر

إن أنت سيطرت على الأطفال وسيطرت على المنظومة التعليمية ومعتقداتهم وحذرتهم من أن أي معلومة أو فكرة قد تأتيهم من خارج ما تحشو أدمعتهم به سوف يعذبون عذابا شديدا وتخسف بهم الأرض ويحترقون بنيران جهنم، عندها ستستطيع السيطرة عليهم شبابا وكهولا بدون أي تعب.

هكذا كانت جماعة الكنيسة الكريشية التي ينتمي لها بطلنا برانسون.

في هذه الرواية وعلى لسان البطل يسخر تشاك بولانيك من منظومة التعليم بشكل عام والدينية بشكل خاص , ومن المؤثرين والزعماء الروحيين والدينيين وأصحاب المعجزات والتنمية الذاتية.

في البداية البطل في طائرة على وشك الاصطدام في الأرض ويريد البطل أن تصل قصة حياته إلى جميع الناس فيرويها للصندوق الأسود فيبدأ الرواية من النهاية للبداية.

طائفة البطل تقنعه انه يجب عليه العمل منذ سن السابعة عشر إلى أن يموت وان يرسل جميع راتبه لكبار الكنيسة، لا بأس ها هو يحيى على ما تعود عليه لا يبالي إن كان يعمل كخادم ولا يبالي بعدم حصوله على المال فهكذا تبرمج أن يكون.

لكن هناك شيء ما أثار فضوله الناس في المدينة دائما يبدون انهم بحاجة إلى النصح بحاجة أحد إلى جانبهم يريدون من أي شخص أن يدفعهم لعمل شيء ما يريدونه بقوة ولا يستطيعون فعله لوحدهم بدون دافع.

فلو كنت تريد الانتحار واتصلت بأحدهم شخص ما وضع رقمه على كبينة الهاتف وكتب لمساعدتكم ودعنكم النفسي اتصل ب ...

وأخبرت من على الطرف الآخر انك كئيب وحزين ولا احد يهتم لك وتريد الانتحار , فيقول لك بكل بساطة معك حق الحياة لا تستحق العيش انتحر الآن. الآن ولا تأجل هل ستفعلها؟ قد تصدم إذا علمت أن الكثرين قد يفعلونها.

لكن قد تصدم أكثر لو علمت أن طائفة كاملة من أحد الطوائف الدينية قد تبدأ حملة انتحار لأن قائد الكنيسة قال لهم آن أوان الذهاب للجنة! هل يعقل؟

وهنا تحاول الحكومة وضع من تبقى من هذه الطائفة تحت الوصاية حتى لا يقدموا على الانتحار , فتأتي عاملة القسم الاجتماعي الطبيبة النفسية التي تحتاج لطبيب نفسي لمعالجة شخص من هذه الطائفة ليبدأ الملف بالانتفاخ بكل أنواع الأمراض النفسية التي يشعر المريض بانه يعاني منها بدعم وتحفيز من طبيبته النفسية.

لكن كيف بعد كل هذه الأمور يصبح شخص مثل بطلنا بطل وقدوة يحتذى به وله جمهور غفير يشترون قصة حياته ويحضرون الندوات التي يعطيها ويصبح له اتباع ومتابعين بشكل لا يحصى؟

وكيف للناس أن تصدق أن هذا الوسيم مفتول العضلات ذو السمرة الأخاذة والأسان ناصعة البياض قد عانى كل ما ذكر؟ كيف لنا أن نكون بهذه السذاجة وبهذه الرغبة لان نجد لنا قائدا نتبعه؟

صدقني هذه الرواية مجنونة وستقلب عقلك وما سيزعجك أكثر أنها تصف الحقائق بكل جنون

رواية جدا رائعة انصح بها وبقوة

#Aseel_Reviews