ثلاثية غرناطة
رواية للكاتبة رضوى عاشور تتحدث فيها عن تلك الفترة التي كان العرب و المسلمون يسكنون في العديد من مدن إسبانيا و قد بدأت ضدهم الحملات الإسبانية في القتل و التهجير و الاستيلاء على مدنهم و قراهم و محاولة تنصيرهم و القضاء على اللغة العربية فتأخذنا الرواية من خلال شخوصها إلى ذاك العالم لنبدأ بتصور ألم فقد أشكال الحياة و ما اعتدنا على وجوده كمسلمات في مجتمعاتنا ابتداءاً بلغتنا التي نتحدثها و التي قد مُنعوا من التحدث بها و إغلاق بعض المحال التي لا بدّ من وجودها و التوقف عن طهي الطعام العربي انتهاء بتنصيرهم و قتل كل من يخالف ذلك
أبدعت الكاتبة في جعلنا نعيش مع الشخوص في جميع مراحلهم العمرية و التي تنتهي بموت أحدهم لتكمل القصة من جاء بعدهم و بذلك فأنت تحيا قرابة ال مئتا عام بداخل تلك الخمسمئة صفحة
لم أستطع أن أقتبس نصوصا من داخل هذه الرواية و ذلك لإنها حياة والحياة لا تقتبس بل تعاش
لكن من أكثر المواقف العالقة في مخيلتي عندما ماتت "مريمة" جدة علي أثناء ترحيلهم من أرضهم و قد كان يحملها بين ذراعيه و قد شعر بموتها و لكنه رفض التصديق ثم تابع السير إلا أنه في النهاية استسلم و توقف صارخا ب " ماتت جدتي "
جعلتني الرواية أستذكر بعض الشخوص التي التقيت بها و التي كانت شاهدة على مراحل هامة شهدتها فلسطين فلقد كان جدّ أبي يزور بيت جدي و يحكي لهم قصصا و مواقف كثيرة إلا أنني لا أذكر شيئا منها إن سمعت القليل منها
بعد قرائتي لهذه الرواية استشعرت أهمية التدوين فنحن ننسى و إن لم تدوّن الأحداث فستضيع و لقد أصبحت عملية التدوين سهلة مع وجود التقدم التكنولوجي فأصبحنا قادرين على تثبيت اللحظة و تدوينها بالصور و الفيديوهات
لكنني أشعر بالأسف على الحيوات التي لم تدوّن سابقا و التي ستندثر بمرور الأجيال
أنصح بقراءة هذه الرواية التي تمنيت لو أنها طالت أكثر و لو أنني لا أعرف نهايتها المسبقة