يستحي اي منا ان يقول انه في ضائقة او كارثة او مصيبة مقارنة بما عاناه اجدادنا في الاندلس بعد السقوط فكل مصيبة لحقت بهم و ان كانت لا تطاق الا و ياتي بعدها مصائب اعظم بكثير و لا اعلم كيف لم ينفجر كبدهم بداخلهم و يموتوا كمدا في ليلة واحدة
بالنسبة لي هذة الرواية كغيرها من الكتب الاصيلة التي قرأتها لا استطيع ان اشرع في القراة بعدها الا بعد انقضاء فترة من الزمن تعالج فيها نفسي الآم يصعب اندمالها من معايشتي لشخوص الرواية و معاناتهم و خاصة ان كانت الاحداث لها اصول تاريخية.
رغم اطلاعي علي تاريخ العرب المسلمين في الاندلس من اكثر من زاوية في كتب تاريخ او وثائقيات تهتم كثيرا بالاحداث و المسببات و النتائج و لا تتوغل كثيرا في مشاعر الناس
الا ان الكاتبة ابدعت في تقديم ما كان يدور في خلجات المسلمين العرب في معايشة الاحداث الصغيرة و الكبيرة في يومياتهم بعد السقوط و فطرت قلوبنا في فترة تاريخية معتمة عمت فيها المظالم و الاحزان و عزت فيها الافراح وندرت فيها الايام العادية
اعترف انني لم استطع النوم براحة فترة قرائتي للرواية من فرط ماعشت مع شخوصها و آلامهم و بخاصة النساء منهم. مريمة و سليمة و ام جعفر و فضة و كوثر و نجاة.
اشكر الكاتبة رضوي عاشور علي هذا العمل الاصيل بما فية من متعة رغم كل ماسببه لي من الآم و اضطراب في النوم