اذن فقد انتهيت من قراءتها، وتلذذت بكل صفحة فيها...

رائعة أخرى من روائع اليف.

ربما قد شاع أن الرواية تتناول موضوعات الايمان والالحاد، لكن الحق يقال، أن اليف تجنبت الغوص في الاشكاليات الفلسفية الايمانية رغم تعرضها لها. لكن ما اتقنت اليف رسمه هنا كان السياقات الاجتماعية المتعلقة بقضايا الايمان والالحاد، أو لنقل: التساؤل.

تحكي الرواية قصة "نازبيري نالبانتوغلو" عبر ثلاثة حقب زمنية، طفولتها، مرحلة دراستها في جامعة اكسفورد، و"الآن"، العام ٢٠١٦. تتأجج الأحداث حين تلتقي ثلاث فتيات مسلمات في اكسفورد: نازبيري، أو بيري، التركية المشوشة والتائهة بين أم ملتزمة بحذافير التعاليم الاسلامية، وأب علماني يكثر من شرب المسكرات، وشيرين، الايرانية الثائرة، والتي تصرح بأنها غير مؤمنة ولا تتورع عن ارتكاب أي فعل مادامت مقتنعة بجدواه، ومنى، المصرية الملتزمة بتعاليم دينها، ومن بينها الحجاب، في اكسفورد. يجمع الفتيات الثلاث مساق عند الاستاذ "آزور" لدراسة موضوع "الربّ".

لكن ما برعت فيه اليف لأبعد حد كان رسمها لشخصيتي بيري والاستاذ آزور. هنا، أبدعت اليف في وصف التركيبة المعقدة التي تصنع هاتين الشخصيتيتن. قامت ببنائهما "فتفوتة، فتفوتة..." 😅

صحيح ان السرد تسارع فجأة في نهاية الكتاب، وربما بقيت بعض النواحي غامضة (فقد وددت لو ارى بتفصيل اكبر كيف تعامل الاستاذ آزور مع طفل الضباب، مثلاً)، لكن متعة الغوص في شخصياتها واحداثها جعلتني اتغاضى سعيدة عن هذه التفاصيل 😎

أنصح بقراءتها جداً.

جرعة عالية التركيز من المتعة الروائية...