كتاب مميز يجمع في صفحاته العراقة والحداثة... من خلال ايجاد علاقة بين قصة الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه
وبين قصة طفل يصاب بالسرطان ويسكن مدينة نيويورك الأمريكية ويحمل نفس الاسم "بلال"
في الكتاب إضاءات لافتة وأجدها موفقة للدكتور العمري في طريقة الربط بين الأحداث التي يعايشها الطفل وبين ما ورد في كتب التاريخ عن مواقف لبلال رضي الله عنه
تبدأ الفكرة ببريد إلكتروني يصل شخصًا اسمه "أمجد الحلواني" من الطفل بلال، ويطلب منه أن يريه سيناريو فيلم بلال خشية أن يموت قبل عرض الفيلم الذي يعمل أمجد وزملائه على انتاجه، وتتوالى الأحداث بين بلال وبلال! وبين أمجد وأم بلال الأمريكية (لاتيشا) وبين والد بلال الذي تركه صغيرًا...
كتاب مميز وأسلوب طرحه ليس من الأساليب المعتادة لتناول هكذا أفكار، الدكتور أحمد العمري كان موفقًا في الطرح مع ملاحظاتي عليه بأن كوّن دراما خيالية نوعًا ما في بعض مواقف بلال الحبشي، وهو ما يمكن تسميته حديث نفس لا أكثر (مثل الليلة التي نام فيها بلال حرًا وحديثه مع نفسه عندما أمره الرسول بالأذان وغير ذلك من المواقف)، وهذا أمر لا ينتقص أسلوبه الذي عاد فيه الى مصادر تاريخية وأحاديث عن بلال -رضي الله عنه- من المصنفات والأخبار التي نستقي منها معلوماتنا عادةً لمعرفة التاريخ الإسلامي.