رواية عميقة تصف لك حال الثورات و الانقلابات وكأن ( أوريل ) يعيش الواقع معك الآن ، وتتعجب عندما تجد أن أول نشر لها كان سنة 1945 .
تبدأ الرواية بثورة الحيوانات على صاحب المزرعة من أجل الحصول على حقوقهم والعيش بشكل أفضل ، ويستلم الحكم خنزيران ، ثم يحدث انقلاب من قبل أحد الخنازير على الآخر ويستلم الحكم حتى بالنهاية ترى الحيوانات من النافذة الخنزير وهو يسلّمها لصاحب المزرعة .
من جمال الرواية أن الأحداث حصلت في ( مزرعة ) للحيوانات ؛ حيث تنوّع الحيوانات واختلافها واختلاف طبائعها ونظرتها للمشهد .
لو طلبت مني أن اقترح عليك كتابا موجزا في الثورات و الانقلابات السياسية سأرشّح لك هذه الرواية ، باختصار : من أراد أن يفهم أسباب فشل الثورات ، وحال الانقلابات ، ونظرة (البشر) للمشاهد الجديدة والغريبة أحيانا وسذاجتهم في التعامل معها ، و (سلوك القطيع) وقلة وعيهم وتسييرهم وسهولة خداعهم و خضوعهم للجهة المسيطرة وتغييبهم عن رؤية الحقيقة ، وإن شئت فقل : لعب الأداة الإعلامية المسيطرة فيهم وتوجيههم حيث شاءت ، إشغال العامة بالمعارك الجانبية والوهمية لصرف النظر عن المشكلة الحقيقية ، وهيئة الحاكم السئ وعنصريته واهتمامه بتحقيق شهواته ، التطبيل - وفي لغتنا ( التسحيج ) - للحاكم و التمجّد بإنجازاته الغير موجودة ... والعديد من الأفكار التي تتجلى عند قراءتك وإسقاطك لها على الواقع .