هذا هو ثاني الكتب اللتي اقرأها من كتابة الكاتبة التركية الرائعة أليف شافاق، الاول كان لقيطة اسطنبول وهذه الرواية لا تقل روعة عنها بالمرة.

لماذا؟ لانها ليست رواية بالمعنى المتداول عليه بس هي درس فلسفي ديني عميق متوغل في تعقيدات هذا الموضوع الشيق ومبحر في خفاياه، اليف على مدى 600 صفحة قدمت حواراتاً ونصوصاً ومجادلات ومساجلات مطولة جعلت كل فصل كثيف وغني بمفردات وعبارات مميزة وكل شخصية تشعر بأنها تفكر وأنها حية ولها توجهها الحقيقي وليست مجرد خيالات على ورق.

لكي اتجنب الحرق والاطالة، هذه الرواية تركز على شخصيتين: نازبيري " بيري " نالبانتوغلو الضائعة والواقفة على حبل بين الايمان والالحاد والتي لديها من الاسئلة ما لا يمكن العثور على اجوبة كافية لكلها، والشخصية الثانية هي استاذها آزور، الاستاذ العبقري الذي سيدخل لحياة بيري ويغيرها ويغير من مفاهيمها ومعتقداتها وطريقة رؤيتها لهذا العالم. الرواية تقريبا عبارة عن دراسة مفصلة لشخصية بيري وآزور على مدى صفحات طويلة، قد يراها البعض مملة ولكن من يتذوق العمق في الشخصيات سيعجب بما سيقرأ.

رواية تستحق الخمس نجوم بلا أدنى لحظة تردد.