إن ما شجعني وحمسني لقراءة هذه الرواية لأنها -كما قرأتُ في معظم المراجعات- رواية بروح كافكاوية بامتياز.
للأمانة لم ألمس هذه الروح ولم أجد نَفَس كافكا فيها أبداً، بل كل ما وجدته هو الملل والملل والرتابة واللاشيء، كانت البداية جيدة نسبياً واعتقدتُ أنه تمهيد لمفاجأة أو لحدث مثير، لكن التمهيد استمر لأكثر من نصف الكتاب ثم بدأ يتحول لسرد ممل عن تفاصيل تافهة.
ما أزعجني فعلاً هو انعدام أي حدث، وإن كان البطل قد أُصيب بالسرطان لكن ليس بتلك الإثارة المتوقعة، بل محاولة من الكاتب ليشعرك بالشفقة فقط.
إن الرواية بأحداثها -إن وجدت- وبشخوصها -الخالية من أي شيء مميز- جعلتني أشعر بالإنهاك وأغصب نفسي على إنهائها بحثاً عن شيء ممتع وإن كان في آخر صفحة على الأقل، لكني لم أجد شيئاً فيها، فعلياً ماذا يوجد وراء كل هذا السرد؟ لاشيء..لاشيء البتة!.
إنه أمر غريب، عند إعادة قرائتي للمراجعات لم أفهم كيف تعامل القراء معها. شعرت بالإحباط بعد هذا كله لأنني كنت آمل أن كتاباً حديث العهد سيستحق التجربة والشهرة لسبب جوهري، لكن الآن لا يوجد بالنسبة لي أي سبب للتطبيل بهذه الرواية.