ألقى بي الياس خوري بهذا البئر العميق بعد قراءتي لكتاب "أولاد الغيتو" للمرة الأولى، هناك تركني عالقاً بين العتمة والغضب لا ألم أكثر من ألم الفلسطينيين، هذه الرواية تنزف دما وجعلتني أنزف معها دماء ممزوجة بالغضب والحزن، أقرأها مجدداً لكي تتشكل هذه الحالة من المعرفة عن حياة من فقدوا حياتهم وهم أحياء يا لهول ما عاشوا وما شهدوا، اين كانت الرحمة تستتر حين يكون التاريخ الانساني برمته مصنوعاً من القسوة والوحشية، كل يوم أكتشف بأن هنالك مزيداً من القصص المخبأة بهذا البئر العميق حيث الصمت والخوف من الخروج، كل بيت وشارع وقرية ومدينة بها من القصص التي لا تتسع لها كتب العالم كلها فقط قلوبنا من حملت هذه القصص والحكايات قلب جدتي واحداً من القلوب التي حفظت قصتها جيداً واخذتها معها الى قبرها حيث بئرها العميق.