لاعب الشطرنج > مراجعات رواية لاعب الشطرنج > مراجعة A-Ile Self-hallucination

لاعب الشطرنج - ستيفان زفايج, يحيى حقي
تحميل الكتاب

لاعب الشطرنج

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

"من المستحيل أن أتصور شخصاً ذكياً وحيوياً يختزل حياته بأسرها والعالم كله في رقعة صغيرة بين الأسود والأبيض، لا يشغله سوى تحريك اثنين وثلاثين قطعة إلى الأمام أو إلى الخلف، وعلى أساس هذه الحركات يتوقف عنده معنى الانتصار في معركة الوجود الكبرى".

هكذا يطرح زفايج وجهة نظره عن كزنتوفيك (بطل العالم في الشطرنج الذي لا يعرف أن يكتب ثلاث كلمات في جملة واحدة).

على ظهر باخرة تتجه من نيويورك إلى بيونس آيرس، يكتشف زفايج وجود بطل العالم كزنتوفيك، يحاول جاهداً أن يستدرجه للعبة شطرنج، لكن كزنتوفيك لا يمارس اللعبة مجاناً. يماس حيلة في اللعب مع زوجته ليستقدم الناس إليه. في تلك اللحظة يظهر له شخص يدعى ماك كونور، رجل ثري ولبق. يلعب مع زفايج عندما يعلم أنّ بطل العالم في الشطرنج على سطح الباخرة.

يقوم كونور بدعوة كزنتوفيك، ويقبل الأخير مقابل مئتين وخمسين دولار على الجولة الواحدة. وتجري اللعبة.

بالطبع سيخسر كونور وزفايج وأربعة لاعبين آخرين يلعبون جميعهم ضد كزنتوفيك. يلعبون جولة أخرى عندما يظهر فجأة رجل يدعى ب. ينقذهم من خدعة كانت يمكن ان تجعلهم مهزومين، فتنتهي الجولة بالتعادل.

يطلب الحضور من ب أن يلعب مع كزنتوفيك فيرفض، ثم يذهب زفايج ليقنعه، ويسرد ب على زفايج كيف تعلّم الشطرنج وهو معتقل في السجون الألمانية، والأمراض التي اجتاحته قبل أن يُطلق سراحه.

يقول ب لزفايج أنه سيلعب ولكن لمرة واحدة فقط:

- عندما تكون فريسة لهوس ما فإنّ خطر الانتكاسة قائم دائماً حتى بعد الشفاء منه.

تجري اللعبة ويهزم ب كزنتوفيك، ثم يلعبون مرة أخرى نتيجة الهوس والحماس الذي يصاب به ب. لكنه فجأة يشعر بالتوتر والضعف لينسحب ويعترف بهزيمته أمام كزنتوفيك.

إنه عمل قصير لكنه متوتر، مفعم بقدرة زفايج الهائلة على استثارة المشاعر والأفكار.

أمام شخصيتين غريبتين يضع زفايج قارئه. كزنتوفيك المغرور والعبقري والذي لا يعلم أن يقول ثلاث كلمات متتالية. و ب الذي خاض تجربة السجن في المعتقلات الألمانية وتعلّم الشطرنج من كتيب صغير سرقه مصادفة.

هل نتحدث عن الهوس أم عن الغرور أم عن الإنسان الذي يتوهم النصر في قضية تافهة !! ربما أراد زفايج أن يتحدث عن كل شيء بوعي باطني لشخوصه والتي يراها في جميع البشر. الجميع يرغب ويستمتع بالانتصار وبالأخص عندما يكون هوساً. لكن هناك شيء قاتل، إنها فكرة أن تعيش لأجل شيء وحيد فقط، تكون فيه سيداً وملكاً دون أن تعلم أن أشياءً أخرى في أماكن أخرى ربما تكون أكثر قيمة. أليس شيء يدعو للشفقة عندما تكون مهووساً لفكرة البحث عن الشعور بالنصر لا المتعة.

كلٌّ من كزنتوفيك و ب يعيشان هكذا، وكلاهما بائسان بطريقة ما، الأول يتجسد بؤسه في غروره وذكائه داخل المربعات الملونة وامتهانه للشطرنج من أجل المال والثاني هوسه في الأرقام الرياضية للرقعة وانجذابه الوهمي لعبقرية اكتسبها داخل دائرة تجربة الظلم.

في ثمانين صفحة سيجلس زفايج قارئه بدائرة من الشغف والتوتر .. ومن يفعل ذلك فليس شخصاً يكتب للتسلية. بعد خمسة أسابيع انتحر زفايج.

إن شخصاً قادراً على كتابة شيء مثل هذا لن يكون بإمكانه سوى الانتحار، إنها لحظة اكتشاف هزال الإنسان أمام فكرة الوجود. البؤس البشري عندما يتوهم انتصاره.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق