“كم من المرات نحتاج لحياة كاملة من أجل تغيير حياتنا، إننا نفكر، ونفكر، ونوازن الإيجابيات والسلبيات، ونتردد، ثم نعود إلى نقطة البداية ونبدأ من جديد في التفكير، والتفكير مرة أخرى، إننا ننتقل على قضبان الزمن في حركة دائرية، مثل زوابع الريح الصغيرة التي تعبر الريف مزرية الغبار وأوراق الشجر الميتة وكل أنواع الأشياء التافهة الصغيرة، نظرًا لقوتها المعتدلة، كان من الأفضل العيش في بلد الأعاصير المدمرة". كتابات ساراماجو لا تحتاج في العادة إلى القارئ المُتعجل سريع السأم والملل من التفاصيل المطولة، الذي يعتبر هو اللون الأساسي الذي تصطبغ به كل كتاباته، لسبب ربما أجهله شعرت أن تلك الرواية من نسيج روايته "العمى" التي كُتبت بحس الرفقة والجماعة الذين يخطون في تعُر نحو مستقبل مجهول والاصطدام المستمر مع الأحداث التي تعلن عن نفسها قبل مجيئها.