ترمي بشرر... > مراجعات رواية ترمي بشرر... > مراجعة Mostafa Farahat

ترمي بشرر... - عبده خال
تحميل الكتاب

ترمي بشرر...

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

الحياة القاسية لا تترك لك فرصة تدبر ومعالجة الاعوجاج، فليس هناك وقت للاختيار، حيث تقع على كاهلك مهمة دفع الحياة للأمام من غير تبصّر كي لا تتركك خلفها، وبهذه المدافعة اليومية نفقد أنفسنا في فترات كثيرة، أو نتناقص، الحياة تلعب معنا لعبة الإواء، وتتزود بسحق أرواحنا لكي تستمر في جريانها، ونظل تائهين داخلها متبرمين من ضيقها أو سعتها، وفي سقوطنا لا نتذكر الصرخات التي نطلقها، ولا نتذكر نوع محاولاتنا للإمساك بالأشياء التي تقينا من السقوط، ولا نستشعر بالجروح التي تخطف دماءنا، فقط نهوى باحثين عن آخر عمق، نرتطم به، حتى إذا استقر قرارنا عندها نتلمس جراحنا، ومواقعنا.

ما الذي يحتاجه قارئ هذه الرواية؟. برأيي أنه بحاجة إلى قرائتها في أشد حالاته بؤسًا، وإلا ستتبدد سعادته مع تقليب أولى صفحاتها، لأن الكاتب لا يفعل شيئًا هنا سوى التقرّب إلى أشد حالات الإنسان عتمة وسوداوية، حيث يتحدث عن عذابات الحياة وشقائها الذي لا ينفك يرافق الإنسان في كل حياته، حتى يودعه قبره. بطل الرواية هنا هو "نحن" المثقلون بأعباء الحياة وخيباتها. نحاول الفرار منها لكننا مقيدون بها. وكلما حاولنا التلمص منها والبعد عنها كلما ازداد قربها منّا. برؤية ضيقة الرواية قد تبدو مسلطة على مجتمع بعينه، وبرؤية أوسع ومنظور أعم فإنها تتسع لتشمل كل المجتمعات. التي انحصرت فلسفتها في الأشياء المادية. ومعه أخذت تتهاوى في السقوط، حتى صار من الصعب على أبناء هذا المجتمع التأقلم معه حيث يدفعهم نحو السقوط والتلاشي بمطالبتهم بما لا يتسطيعون ويحملهم ما لا يقدرون على حمله، وحصر أحلامهم في أشياء تافهة سرعان ما يزهدونها إذا ما صارت بأيديهم.الكاتب كان واقعيًا بالدرجة التي جعلت روايته أشد إيلامًا وبؤسًا، مفع كل صفحة يحملك أطنانًا من الشقاء.

Facebook Twitter Link .
4 يوافقون
1 تعليقات