حتى قبل البدء في كتابتي لهذه المراجعة اعتقدت أنها ستبدو غارقة في المبالغة وتضخيم الإيجابيات... لكن قراءتي لهذه الرواية كان له مفعول مسكر وعذب. لست بخبير في الصوفية ولست متأكداً هل هي صفة يمكن اطلاقها على هذه الرواية لكني بكل تأكيد سأستخدم عبارة رواية روحية في وصفي. لا اجد نفسي إنسان يعتقد كثيراً بالماورائيات حتى وإن سميت روحانيات لكن هذه الرواية أخذتني لأبعاد خيالية كادت تعطي للحب والعشق والهيام صور جسدية اسمها شمس التبريزي. قبل أن أبدأ قراءتي للرواية لم أعرف إلا القليل عن جلال الدين الرومي لكني انبهرت بعد ذلك بمدى شهرته في عالم العشق الصوفي وشهرة قصة العشق الإلهي الذي كان يعيشها مع شمس.

الرواية كما قلت سابقاً روحية وتمتزج فيها أبعاد وسياقات كثيرة... تمتزج بشكل جميل وسلس يأخذ القارئ إلى عالم تمتزج فيه الخرافة بالواقع فلا يمكن التفريق هل هي سرد لحوادث تاريخية موثقة أم وصف لأحد عوالم ديزني الخيالية حيث يكون للسحر لون أخضر يصبغ الحقيقة بمزيد من الجمال. الرواية تحكي عن رواية وحكاية تربط كاتبها بامرأة صدف أن وضع القدر روايته بين يديها... روايته تحكي حكاية العشق المجنون بلسان أرواح شخصياتها. هنالك العديد من المستويات التي تسير بك في الرواية وكأنك تصعد دائماً للأعلى لكن باتجاهات مختلفة... القواعد الاربعون... القراءات الاربعة للقرآن... عناصر الكون الأساسية الخمس... وغيرها العديد مما يكون ظاهر يمكن تتبعه أو مغلف ومخفي في وسط تيار الاحداث التي تسردها الشخصيات المتعددة. أعتقد شخصياً أن روايتنا هذه قد تتغير في كل مرة تقرأها لكثرة ما لها من اعماق ممتدة ومتشعبة.

نصيحتي إن كنت من الشاعريين هو أن تحذر لأنه حتى عند وصف الحب والعشق بأنهما روحانيين أو إلهيين فهذا لن يعني أنهما لا يملكان القدرة على تدمير ما حولهما فلا يجب نسيان أن العاشق والمعشوق هما بشر.