الجحيم > مراجعات رواية الجحيم > مراجعة mohammed orabi

الجحيم - دان براون
أبلغوني عند توفره

الجحيم

تأليف (تأليف) 4.2
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"الطلب على الماء العذب ، حرارة السحط عالميا ، نفاد طبقة الاوزون ، استهلاك موارد البحار ، انقراض الانواع ، تركز ثاني اكسيد الكربون ، قطع الاشجار وتبدل مستويات البحار ، كانت جميع هذه المؤشرات السلبية ترتفع خلال القرن الماضي ، غير انها الان تعلو بوتيرة متسارعة ومخيفة "

هذا المخطط رسم صورة مخيفة ليس للمستقبل البعيد فحسب ، بل للمستقبل القريب جدا .. انظر له جيدا وسترى انه قائم على متغيير واحد فقط .. كل خط فى هذا الرسم يصعد بتناسب مباشر مع قيمة واحدة .. قيمة يخشى الجميع مناقشتها او التحدث عنها .. نعم الامر فى غاية الوضوح والبساطة .. نعم ماجاء فى عقلك هو الذى اقصده واتحدث عنه

خلال اربعين عام سيصبح عددنا تقريبا قرابة ال 40 مليار انسان يتصارعون جميعا من اجل البقاء .. فكرة مخيفة للغاية ، يقال ان الارض مرت بكثير من التغييرات ادت الى انقراض الكثير من الكائنات الحية ولكن المتوقع لو استمر الحال على ماهو عليه سيكون انقراض الجنس البشري هو القادم في ظل ارتفاع كبير فى عدد البشر مقارنة بانخفاض اكبر فى الموارد سواء الطبيعة او غيرها فى ظل وجودنا فى مساحة بسيطة من ارض هذا الكوكب .. الامر وفى تلك الصورة اصبح كما لو كنا نعيش فى قفص سيصبح البقاء فيه للاقوى .. ستذهب جميع المثل والفضائل التى قد نكون مؤمنين بها حقا او حتى التى ندعيها ستسقط جميع الاقنعة سريعا لتكشف عن الوحوش التى تقع بداخلنا عندما يتعلق الامر بالبقاء والاستمرار على قيد الحياة واطعام اطفالنا والحفاظ على من نحبهم .. ومايزيد الامر احباطا هو فشل جميع المنظمات العالمية فى توعية الانسان بان تحديد النسل اصبح امر حتمي .. فشل اصبح يجعل الانسانية تقف على حافة الهاوية واصبح سقوطها امر حتمي لا مفر منه

" لا شيء يغير السلوك كالالم ، ربما الالم ينقذنا .. فالانسانية مرض والجحيم يطهرها"

من فلورنسا ايطاليا كانت البداية .. يستيقظ روبرت لانغدون فى احدى مشافى تلك المدينة ليجد نفسه فاقد للذاكرة بشكل كبير ، جريمة قتل للطبيب الذى يعالجه ، اكتشافه لمحاولة قتله امس ذلك اليوم على ايدى جماعة مجهولة الهوية .. والكثير من التساؤلات التى تتردد امامه .. وفي ظل عدمه ادراكه عن سبب وجوده فى ايطاليا او سبب هروبه ممن يحاولن الامساك به يبدء لانغدون فى الهرب برفقة طبيبته سيينا بروكس ولكن قبل الهروب يقع تحت يديه اسطوانة معدنية تم اكتشافه لها بالصدفة .. لم تكن تحتوى الا على صورة مكبرة للوحة بوتيتشيلى .. الجحيم

ربما تتسال لماذا فلورنسا .. لانها مدينة دانتى والتى منها وبسببها اتطاع ان يبدع جحيمه الذى طهر البشرية واخذها من الجحيم الى الفردوس .. الجحيم الذى ربما

يكمن فيه خلصنا .. جحيم دانتي ليس خياليا .. انه توقع .. بؤس وتعاسة .. ويلات وعذاب .. هذا هو مشهد الغد

" المغوون الذين تجلدهم الشياطين .. المتملقون الغارقون فى الفضلات البشرية .. الكهنةة الاستغلاليون المدفونون راسا على عقب وارجلهم في الهواء .. المشعوذون برؤوسهم المفتواة الى الخلف السياسيون الفاسدون في الزفت المغلى .. المنافقون الذين يرتدون عباءات ثقيلة من الرصاص .. اللصوص الذين تعضهم الافاعي .. الحامون المحتالون الذين تلتهمم النيران .. زارعو الفتنة الذين تقطعهم الشياطين واخيرا الكذابون السقيمون على نحو تبدلت معه ملامحهم "

باعادة ترتيب الحروف الاولى من كلمات الخطايا السبع وجد روبرت وسيينا نفسهم امام ابحث وجده ! .. لتنطلق الرحلة من متحف الى متحب ومن قاعة الى قاعة فى محاولة لايجاد طرف الخيط الذى يحل هذا اللغز .. فى تلك الفترة ولو بحثت من خلال الانترنت عن تلك الاماكن ومابها من لوحات وتماثيل رائعة ستجد نفسك امام رواية تم العمل عليها بشكل جيد للغاية ولن ابالغ لو قولت انك ستكسب رحل ة الى فلورنسا مدفوعة التكاليف وانت جالس فى غرفتك لم تغادرها مطلقا

بالرجوع الى روبرت وسيينا بروكس استمرت رحالتهم الى وجدوا قناع دانتى والذي كان بمثابة المفتاح الذي سيفتح باب حل تلك القضية

بالوصول الى قناع دانتي ورؤية ما عليه من كتابة من الخلف استطاع روبرت وسيينا ان يستكملا رحلة البحث .. رحلة مرت بمدينة البندقية وصولا الى اسطنبول حيث يقبع الجحيم الذى استطاع زوبريست عالم الهندسة الرواثية ان يبتكره معتقدا انه فيه خلاص البشر من الهلاك المنتظر .. جحيم لن يؤلم من يمر به او حتى لن يشعر به لانه عبراة عن تغيير فى خلايا الانسان وجينتها تجعله غير قادر على الانجاب .. سينتشر المرض بين جميع سكان العالم وسيصيب البشر بطريقة شبة عشوائية .. فمادمت غير مقتنع ان تحديد النسل امر حتمي فبالتالى فسوف تجبر ليس فقط على تحديد نسلك بل لن يكون هناك اجيال قادمة على الاطلاق ومن ينجو من هذا الجحيم سيستطيع ان يبنى مملكة الارض التى تهدمت من البداية وعلى اسسس يراها هذا العالم الوراثى ستكون صحيحة بعيدا عن اخطاء التى ارتكبها الجيل الراحل من البشر

بشكل عام تلك الرواية تركتني فى حيرة كبيرة .. فبين لغة الارقام والحسابات التى لا تخطيء وبين العاطفة والتى كثيرا ما تكون صحيحة لم استطع ان احسم مع اى طرف يجب ان اكون او اؤيد .. من ناحية نحن فعلا امام جحيم ذاهبين له بدون شك وبالتالى التضحية بالبعض فى سبيل ان ينجو الاغلب يعد امر منطقيا .. هؤلاء لن يتشعروا بالمرض او الالم على الاطلاق وسيمارسون حياتهم بشكل طبيعى .. ولكن ماذا لو كنت من ضمن هؤلاء الذين لن يستطيوا ان يكون لهم ابناء فى المستقبل نتيجة هذا الوباء اللعين ؟ .. هلى مازلت ارى ان هذا هو الحل المنطقى او الوحيد ؟ ! .. تلك كانت احدى النقاشات العديدة التى دارت بعقلى اثناء قراءة الرواية

هل حقا الغاية تبرر الوسيلة ؟ لا بالطبع تلك مقولة يستخدمها الكثير فى محاولة لتبرير افعالهم الخاطئة في محاولة منهم لتسكين الالم الذي ينبعث من ضمائرهم .. من المؤكد ان هناك حلول او بدائل افضل من اللجو لهدم سعادة ملايين من البشر ولكن مع الاسف دائما يلجا البعض الى الطريق السهل ومعتقدا منه انه المنقذ او المخلص فيحاول ان يصلح الامور بارتكاب مصائب وخطايا لاتغتفر فيزداد الامر سوءا .. بالحديث عن العمل الادبى فكعادة مغامرات روبرت لانغدون جاءت مليئة بالاحداث والتفاصيل والالغاز .. رحلة الى الماضى من خلال استعراض اللوح والتماثيل والظروف التى عاصرتها وساهمت فى اخراجها .. مجهود دان براون الرائع دائماما يتحدث عن نفسه ولا يحتاج احدا لكى يشرحه او يوضحه

لن احاول ان ابالغ كثيرا فى الحديث عن الفيلم لكن وبمنتهى الامانة الفيلم كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معني .. لم افهم كيف يسمح دان براون بهذا العبث .. وكانها تتحدث عن رواية اخري سواء فى الاحداث او الشخصيات ، الطبيبة الشقراء التى اصيبت بصلع نتيجة لقدراتها العقلية الفريدة وتوترها الزائد عن الحد ستجدها هنا طبيبة سوداء الشعر وملامحها باردة للغاية .. رئيسة منظمة الصحة العالمية والتى كانت تمتاز بشعرها الفضي والذى تغني روبرت لانغدون به كثيرا فى الرواية ستجدها هنا مختلفة تماما عن الرواية .. بالاضافة طبعا الى عدم وجود شخصيات اساسا فى الفيلم وقيام شخصيات اخرى باداء درها ولا ادرى ما السبب فى هذا هل يريد منتخ الفيلم توفير اجر بعض الممثلين ام ماذا ! .. ثم لكي تكتمل صورة الفيلم الفيلم السيئة سترى ان هناك تبدل كبير فى اتجاهات الشخصيات .. فالبطلة التى تحاول ان تصلح ما افسدته فى الرواية ستجدها فى الفيلم تتجه الى القتل ومحاولة عرقلة سعى روبرت لاكتشاف الوباء وابطال مفعوله .. الفيلم لو لم تقرا الرواية ستجده ربما جيد الى حد ما ، لكن لو كنت مثلى ممن يهتموا بقراءة العمل الادبى فى البداية ستخرج منه وانت غير راضى على الاطلاق

هذا الرجل دائما ما يبدع فى اخراج موسيقى لا تقل جمالا عن روعة الرواية وجودة الفيلم .. كان هذا هو الاحساس الذى يتملكني عقب رواية ملائكة وشياطين و شيفرة دافنشي وهما المغامرتين الاولى والثانية لروبرت لانغدون على الترتيب .. هنا جاء موسيقى الجحيم مزيجا وخليطا بين موسيقى ملائكة وشياطين وشيفرة دافنشى مجرد عمل مكرر فى اغلب مقاطعه يفتقد لاى تجديد .. هذا الامر كان محبطا للغاية خصوصا ان دائما ما تكون موسيقاه هى المصاحبة لى اثناء قراءة العمل .. حاولت سماعها اكثر من مرة ولكن بدون فائدة لم يتغير انطباعى عنها كثيرا .. على العموم تلك المقاطع هى اكثر ما اعجببنى فىيها

" vinice " .. " the cistern " .. " Beauty awakens the soul to act " .. " Elizabeth " ... " the logic of tyrants "

بعتذر عن طول هذا الرأي المتواضع واتمنى لمن استطاع ان يخطف دقائق بسيطه من وقته من اجل الاطلاع عليه ان يكون قدم ملخص شامل سريع عن تلك الرواية ويكون قد خلق لديه شغف وفضول من اجل قرائتها فى المستقبل القريب .. هى تستحق ذلك

Facebook Twitter Link .
8 يوافقون
اضف تعليق