بعيدا عن كل ما ورد بحق الرواية من نقد سالب.. سأحاول و من خلال رؤيتي الثاقبة، و التي تسربت إلى روح الكاتب الباطنية بأن استخلص زبدة المقصد فأقدم لابداعه سلاماً معظماً على هذه الرواية التي امتهن من خلالها مهمة تفتيت الذات الشاملة و تحويلها إلى ذرات مرئية متواترة من استقامة و انحراف، تزمت و انفلات، حب و كراهية، كهولة و شباب، شهوة و نفور، حياة دون موت و موت دون حياة، حاضر عاشنا قسرا و ماض عشناه اختيار ، براعة الكاتب في السرد عصية الفهم على من فقدوا عامل الغوص في عمق السطور المجرد عن الواقع، و لو ان الكاتب اهمل عنصر التشويق إلا أن غايته قد أُدركت و رسائله التي دأبت البطلة على تدوينها خلال سنواتها الاخيرة قد وصلت، وارجو من القراء بعد رؤية مراجعتي هذه تحكيم ضمائرهم و الزهد في التفاصيل التي لا طائل منها، ذلك أن من حق الذات الذكية (خالد خليفة) بعد ثلاثة عشر سنة قضاها بين اوراقه ينسج لنا اسطورة ادبية كهذه بأن يتلمس منا القسط دون اللتفات إلى سطحيات الفن الروائي