البساطة في السرد، والتي تليق بالأطفال الذين تُحكى القصة على ألسنتهم.. تدفع بالقارئ للتعاسة القصوى. كيف سيروي صبيّان أهوال الحرب؟ كيف سيصفان لك تشبثهما المرير بآدميتهما.. أو تخليهما المؤقت عنها.. عنوة.. بما يضمن بقاءهما على قيد الحياة؟ رواية مريعة هذه. طافحة بالسخرية السوداء من وحشية الإنسان الكامنة.
أقرأ لأگوتا خريستوف لأول مرة. وأفهم الآن لم عُدّت ضمن العظام. فهذه اللغة الكثيفة المركزة. هذه القدرة على الإحاطة بأبعاد المأساة في نوڤيلا جاءت فصولها قصيرة كتوالي المأساة.. تليق حقاً بكتّاب الطراز الرفيع.
تحية خاصة للترجمة البديعة التي قدمها هنا محمد آيت حنّا.